أقررن، حذفت الراء الأولى تخفيفا وحول فتحها إلى القاف فسقطت ألف الوصل، وإن قرئ وقرن بكسر القاف فهي من وقر الرجل يقر إذا ثبت، أي أثبتن في بيوتكن.
وفي حديث الميت (نم قرير العين) قرة العين: برودتها وانقطاع بكائها ورؤيتها ما كانت مشتاقة إليه. والقر بالضم: ضد الحر، والعرب تزعم أن دمع الباكي من شدة السرور باردة، ودمع الباكي من الحزن حارة، فقرة العين كناية عن الفرح والسرور والظفر بالمطلوب يقال قرت عينه تقر بالكسر والفتح قرة بالفتح والضم.
ومثله في حديث الدعاء (أقر الله عينك) أي برد الله دمعتك، وقيل معنى أقر الله عينك أنامها، من قر إذا سكن، وقيل معنى أقر الله عينك بلغك أمنيتك حتى ترضى نفسك وتسكن عينك، وحاصل الكل الدعاء له بما يسره ولا يسؤه.
وفي حديث من به قروح (أقروه حتى تبرأ) أي أخروه عن إقامة الحد عليه حتى تبرأ.
وأقر الرجل بالشئ: أي اعترف به وتقريره بالشئ: حمله على الاقرار به وأقررت العامل على عمله: أي تركته قارا.
وفي حديث بريرة (إن شاءت أن تقر) يعني عند زوجها بفتح القاف أي تمكث، ويجوز الكسر تقول قررت بالمكان بالكسر أقر بالفتح وقررت أقر بالعكس.
وفي الدعاء (واجعل عيشي قارا) وفسر بثلاث تفسيرات: أحدها أن المراد بالعيش القار أن يكون مستقرا دائما غير منقطع. الثاني أن يكون واصلا إلى حال قراري في بلدي، فلا أحتاج في تحصيله إلى السفر والانتقال من بلد إلى بلد. الثالث المراد بالعيش القار العيش في السرور والابتهاج، أي قار العيني مأخوذ من قرة العين.
وفيه (واجعل لي عند قبر رسولك مستقرا وقرارا) المستقر على صيغة المفعول: المكان والمنزل، والقرار:
المكث فيه. ونقل عن الشهيد أن المستقر في الدنيا كما قال تعالى * (ولكم في