مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٦
والعهد: الوصية والامر، يقال عهد إليه يعهد من باب تعب: إذا وصاه.
ومنه قوله تعالى: * (عهدنا إلى إبراهيم) * [2 / 125] أي وصيناه وأمرناه.
ومثله قوله تعالى: * (عهد إلينا) * [3 / 183] أي أمرنا في التوراة وأوصانا.
ومثله قوله: * (ولقد عهدنا إلى آدم) * [20 / 115] أي وصيناه بأن لا يقرب الشجرة، فنسي العهد ولم يتذكر الوصية.
وفي الحديث (عهدنا إليه في محمد والأوصياء من بعده فترك ولم يكن له عزم انهم هكذا) (1).
وعهد الملك إلى فلان بكذا: أي تقدم إليه به.
ومنه قوله تعالى: * (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان) * [36 / 60] أي ألم أقدم ذلك إليكم.
قوله: * (الذين ينقضون عهد الله) * [2 / 27] أي العهد المأخوذ بالعقل والحجة القائمة على عباده والمأخوذ بالرسل على الأمم بأنهم إذا بعث إليهم رسول مصدق بالمعجزات صدقوه واتبعوه.
قوله: * (وما وجدنا لأكثرهم من عهد) * [7 / 102] أي من وفاء عهد.
قوله: * (اتخذتم عند الله عهدا) * [2 / 80] أي خبرا ووعدا بما تزعمون.
قوله: * (والذين يشترون بعهد الله) * [3 / 77] أي بما عاهدوا عليه من الايمان بالرسول والوفاء بالأمانات.
قوله: * (لا ينال عهدي الظالمين) * [2 / 124] قال الزمخشري: وقرئ (الظالمون) أي من كان ظالما من ذريتك لا يناله استخلافي وعهدي إليه بالإمامة، وإنما ينال من كان عادلا بريئا من الظلم. وقالوا: في هذا دليل على أن الفاسق لا يصلح للإمامة، وكيف يصلح لها من لا يجوز حكمه وشهادته ولا تجب طاعته ولا يقبل خبره ولا يقدم للصلاة.
وكان أبو حنيفة يفتي سرا بوجوب نصرة زيد بن علي وحمل المال إليه والخروج معه على اللص المتغلب المتسمى بالامام والخليفة كالدوانيقي وأشباهه، [وقالت له امرأة: أشرت على ابني بالخروج مع

(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445