مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٢٦٥
ومن يهمني أمره.
وفى الحديث: (من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه) (1) أي ما لا يهمه.
وقولهم: (قد عنى الله بك) أي حفظك، لان من عنى بشئ حفظه وحرسه أو حفظا عليك دينك وأمرك.
وفيه: (نزل القرآن بإياك أعني واسمعي يا جاره) (2) هو مثل ويراد به التعريض للشئ، يعني إن القرآن خوطب به النبي صلى الله عليه وآله لكن المراد به الأمة، مثل ما عاتب الله به نبيه في قوله تعالى: * (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) * [17 / 74] فإنه عنى بذلك غيره كما جاءت به الرواية.
وعنيته عنيا من باب رمى: قصدته.
ومعنى الكلام ومعناته واحد.
ومعنى الشئ وفحواه ومقتضاه ومضمونه كل ما يدل عليه اللفظ، وعن تغلب المعنى لتفسير والتأويل واحد، وقولهم هذا بمعنى هذا وفي معنى هذا: أي مماثل له أو مشابه، و (أنت المعني بذلك) أي المقصود المكلف به.
وفي حديث وصفه تعالى: (واحد صمد واحدي المعنى) يعني انه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم.
والمعاني التي أثبتها الأشاعرة للباري تعالى عن ذلك هي الصفات التي زعموها له من أنه قادر بقدرة وعالم بعلم وحي بحياة إلى غير ذلك، وزعموا أنها قديمة حالة في ذاته فهي زائدة على ذاته، وهي غير الأحوال التي أثبتها له تعالى بعض المعتزلة وهم البهشمية، وهي خمسة الآلهية والوجودية والجبية والقادرية والعالمية، فهم يزعمون أن الباري تعالى مساو لغيره من الذوات ويمتاز بحالة تسمى الآلهية، وتلك الحالة أوجبت له أحوالا أربعة.
ع ه د قوله تعالى: * (فأتموا إليهم عهدهم) * [9 / 4] أي أمانهم.
والعهد: الأمان.

(١) الكافي ٢ / 631. (2) أمالي المفيد ص 21.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445