مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ١٨٠
اقتسم التمرة اثنان، وربما مسوها الجماعة ليشربوا عليها الماء. وإنما ضرب المثل بجيش العسرة لان النبي صلى الله عليه وآله لم يغز قبله في عدد مثله، لان أصحابه يوم بدر كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر، ويوم أحد سبعمائة، ويوم حنين ألفا وخمسمائة، ويوم الفتح عشرة آلاف، ويوم خيبر اثنى عشر ألفا، ويوم تبوك ثلاثين ألفا، وهي آخر غزواته. وقيل سمي جيش العسرة لان الناس عسر عليهم الخروج في حرارة القيض وأبان إيناع الثمرة.
قوله: * (وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى) * [92 / 8 - 10] أي بخل بما آتاه الله واستغنى، * (وكذب بالحسنى) * بأن الله يعطى بالواحد عشرا إلى مائة ألف فما زاد * (فسنيسره للعسرى) * ومعناه لا يريد شيئا من الشر إلا يسر له - كذا روي عن أبي جعفر عليه السلام. قال الراوي ثم قال * (وما يغني عنه ماله إذا تردى) * في نار جهنم (1).
قوله: * (يوم عسير) * [74 / 9] أي شديد، من قولهم عسر الامر عسرا من باب قرب قربا وعسارة بالفتح فهو عسير أي صعب شديد. وعسر الامر عسرا من باب تعب وتعسر واستعسر كذلك.
وعسرت الغريم أعسره من باب قتل وفي لغة من باب ضرب: طلبت منه الدين، وأعسرته بالألف كذلك.
وعسرت: إذا عسر ولادها.
وأعسر الرجل: أضاق.
والمعاسرة: ضد المياسرة.
والتعاسر: ضد التياسر.
والمعسور: ضد الميسور، وهما مصدران، وعند سيبويه صفتان ولا يجئ المصدر عنده على وزان مفعول ويتأول قولهم (دعه إلى ميسوره وإلى معسوره) ويقول كأنك قلت دعه إلى أمر يوسر فيه وإلى أمر يعسر فيه.
ع س س و (العس) بالضم والتشديد: القدح الكبير، والجمع عساس مثل سهام، وقيل

(1) مجمع البيان ج 5 ص 502.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445