مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ١٢٣
وفيه عن الحق تعالى: (ولو خليت بينه وبين ما يريد لدخله العجب بعمله ثم كان هلاكه في عجبه ورضاه عن نفسه، فيظن أنه قد فاق العابدين وجاز باجتهاده المقصرين، فيتباعد بذلك مني وهو يظن أنه يتقرب بذلك إلي) قال بعض الشارحين لا ريب أن من عمل أعمالا صالحة من صيام الأيام وقيام الليالي ونحو ذلك يحصل له ابتهاج، فإن كان من حيث كونها عطية من الله تعالى ونعمة منه عليه وكان مع ذلك خائفا من نقصها مشفقا من زوالها طالبا من الله الازدياد منها لم يكن ذلك الابتهاج عجبا، وإن كان من حيث كونها صفة مضافة إليه فاستعظمها وركن إليها ورأى نفسه خارجا عن حد التقصير بها وصار كأنه يمن على الله تعالى بسببها فذلك هو العجب المهلك وهو من أعظم الذنوب، حتى روي عن النبي صلى الله عليه وآله (لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أكبر من ذلك العجب العجب). وعن أمير المؤمنين (ع): (سيئة تسؤك خير [عند الله] من حسنة تعجبك) (1). وعلاج العجب - على ما قيل - إحتقار ما في جنب الصانع واستضعافه، فإنه بالنسبة إليه لم يوازن نعمة من نعمه، وبأنه لولا إعانة الله ما فعله ولا تم ولا استقام بل لم يمكن صدوره من العبد أصلا، وبذلك يندفع العجب عنه.
وعجب من كذا عجبا من باب تعب وتعجبت منه واستعجبت بمعنى.
وشئ عجيب: أي معجب منه.
و (قد أعجب بنفسه) بالبناء للمجهول: إذا تكبر وترفع، فهو معجب والاسم العجب بالضم.
وأعجبته المرأة: إستحسنها لان غاية رؤية المتعجب منه تعظيمه واستحسانه ومن أمثال العرب (العجب كل العجب بين جمادى ورجب) وأصله أن رجلا كان له أخ وكانت له امرأة حسنة فنال من امرأة أخيه فصار بينهما قتال ومقاتلة في آخر يوم من جمادى الآخرة لأنهم كانوا لا يقتلون في رجب.

(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445