مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ١١٩
ثم قال وهن من بني سليم.
وسائر العواتك أمهات النبي صلى الله عليه وآله من غير بنى سليم.
ع ت ل قوله تعالى * (عتل بعد ذلك زنيم) * [68 / 13].
العتل: الفظ الجافي.
والعتل الشديد من كل شئ.
قوله * (خذوه فاعتلوه) * [44 / 47] أي فردوه بالعنف.
يقال عتلت الرجل أعتله ضما وكسرا إذا أجذبته جذبا عنيفا.
ورجل عتل بالكسر بين العتل أي سريع إلى الشر.
ع ت م في الحديث ذكر (العتمة) هي بفتحتين:
وقت صلاة العشاء. ونقل عن الخليل أنه الثلث الأول من الليل بعد غيبوبة الشفق.
والعتمة: صلاة العشاء أو وقت صلاة العشاء الآخرة. قيل: والوجه في تسمية صلاة العشاء بالعتمة، لان الاعراب يعتمون بالإبل في المرعى فلا يأتون بها إلا بعد العشاء الآخرة فيسمون ذلك الوقت:
عتمة.
وعتمة الليل: ظلام أوله عند سقوط نور الشفق.
وأعتم: دخل في العتمة، مثل أصبح.
والمعتام: المختار.
ع ت ه المعتوه: الناقص العقل.
وفي الحديث (المعتوه الأحمق الذاهب العقل).
وقدعته عتها من باب تعب وعتاها بالفتح: نقص عقله من غير جنون أو دهش.
وعته بالبناء للمفعول عتاهة بالفتح وعتاهية بالتخفيف فهو معتوه: بين العته.
وأبو العتاهية (2) ككراهية قال في

(2) هو: إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان. ولد بعين التمر سنة 130 ه‍ ونشأ في الكوفة. وكان يصطنع الجرار ويحملها في قفص على ظهره ويدور في شوارع الكوفة وأزقتها ويبيع منه. ولكنه أحس من حداثته بقدرة على النظم. وكان الشعر يومئذ ديوان الناس وموضع أحاديثهم. وحيثما اجتمعوا تناشدوه وتذاكروا فيه.
فاتفق يوما وهو يدور بقفص الجرار انه مر بفتيان جلوس يتذاكرون الشعر. فسلم عليهم ووضع القفص واستجازهم في الشعر لكنهم استهزأوا به أول مرة. ولما وقفوا على نظمه الرائع خجلوا، وطار امره وشاع صيته، فجعلت أدباء الكوفة وطلاب الشعر من فتيانها يأتونه إلى دكانه يستنشدونه فينشدهم اشعاره. فيأخذون ما تكسر من الخزف فيكتبونها فيه.
ثم وفد على بغداد في أول خلافة المهدي العباسي وتقرب لديه. وكان المهدي يكرمه ويقدمه حتى أحرز نفوذا عظيما عنده.
ولما توفى المهدي خلفه الهادي، وكان واجدا عليه لأنه كان يلازم اخاه الرشيد، فهنأه أبو العتاهية بقصيدة يتقرب بها إليه فأذن بادخاله. ولم تطل مدة الهادي فخلفه الرشيد. وكان أبو العتاهية قد عاهد نفسه ألا يقول شعرا فأجبره الرشيد على القول فأطاعه، فحظي عنده حظوة كبيرة، حتى كان لا يفارقه في حضر ولا سفر وعين له راتبا مقداره 0 0 0، 50 درهم سوى الجوائز منه ومن أمرائه ووزرائه. واخباره كثيرة تجدها في الأغاني ج 3 ص 126 وج 6 ص 186 وج 8 ص 24.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445