قوله تعالى (ويهيئ لكم من أمركم مرفقا) [18 / 16] هو ما يرتفق به أي ينتفع.
فمن قرأ بكسر الميم جعله مثل مقطع.
ومن قرأ بفتحها جعله اسما، مثل مسجد.
قال الجوهري: ويجوز مرفقا أي رفقا مثل مطلع ومطلع.
ولم يقرأ به قوله (وحسنت مرتفقا) [18 / 31] أي متكئا على المرفق، والاتكاء: الاعتماد.
وقيل مجتمعا.
وقيل منزلا يرتفق به.
والمرفق بفتح الميم وكسر الفاء وبالعكس لغتان: ما ارتفقت به وانتفعت.
ومنه مرفق الانسان، وهو موصل الذراع في العضد.
وأما مرفق الدار كالمطبخ والكنيف ونحوه فبكسر الميم وفتح الفاء لا غير، على التشبيه بالآلة، والجمع المرافق.
وإنما جمع المرفق في قوله تعالى (وأيديكم إلى المرافق) [5 / 7] لان العرب إذا قابلت جمعا بجمع حملت كل مفرد من هذا على كل مفرد من هذا.
وعليه قوله تعالى (فاغسلوا وجوهكم) [5 / 7] و (امسحوا برؤسكم) [5 / 7] و (ليأخذوا أسلحتهم) [4 / 101] (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) [4 / 21].
أي ليأخذ كل واحد منكم سلاحه.
ولا ينكح كل واحد ما نكح أبوه من النساء، وهكذا وكذلك إذا كان للجمع متعلق واحد، فتارة يفردون المتعلق باعتبار وحدته بالنسبة إلى إضافته إلى متعلقه نحو (خذ من أموالهم صدقة) [9 / 104] أي خذ من أموال كل واحد منهم صدقته.
وتارة يجمعونه ليناسب اللفظ بصيغ الجموع.
قالوا ركب الناس دوابهم برحالها وأرسانها أي ركب كل منهم دابته برحلها ورسنها.
ومنه قوله تعالى (وأيديكم إلى المرافق) [5 / 7] أي ليغسل كل