مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٣٩١
المراد سكر النعاس فإن الناعس لا يعلم ما يقول، وقيل سمع من العرب سكر السنة أيضا. قال بعض المفسرين: والظاهر أنه مجاز علاقته التشبيه، وقال الأكثرون أنه سكر الخمر، وفي بعض ما قرئ وأنتم سكرى جمعا كهلكى، وقيل النهي متوجه إلى الثمل الذي لم يزل عقله، وقيل معناه لا تقربوا مواضع الصلاة وهي المساجد، ويؤيده الحديث المروي عن الصادق عليه السلام، وقوله (ولا جنبا إلا عابري سبيل) إذ العبور حقيقة في الجواز المكاني ومن هنا قال أهل البديع: إن الله سبحانه استخدم في هذه الآية لفظ الصلاة في معناها الحقيقي وفي موضع الصلاة لان قرينة (حتى تعلموا ما تقولون) دلت على الصلاة، وقرينة (إلا عابري سبيل) دلت على المسجد، كقول البحتري:
فسقى الغضا والساكنيه وإن هم شبوه بين جوانحي وضلوعي فإن قرينة والساكنيه دلت على الوادي الذي هو موضع الغضا، وقرينة شبوه دلت على النبت لان شب جمره.
قوله: (وترى الناس سكارى وما هم بسكارى) [22 / 2] السكران: خلاف الصاحي، والجمع سكرى وسكارى بضم السين وفتحها لغة. وقد سكر يسكر سكرا بالتحريك مثل بطر يبطر بطرا بالتحريك أيضا.
قوله: (ويتخذن منه سكرا ورزقا حسنا) [16 / 67] السكر بالتحريك نبيذ التمر، وقيل إن الآية نزلت قبل تحريم الخمر، فأن تم فلا إشكال. وقيل السكر الخل والرزق الحسن الدبس والتمر والزبيب.
قوله: (سكرت أبصارنا) [15 / 15] أي سدت وحبست عن النظر، من قولك " سكرت النهر " من باب قتل: إذا سددته. ومنه السكر بالكسر.
وفي الحديث " كل مسكر حرام " (1) هو بضم الميم وكسر الكاف: ما أسكر وأزال العقل.
و " السكر " بضم السين وتشديد الكاف معروف، وقد جاء في الحديث، قيل وأول ما عرف بطبرزد ولهذا يقال

(٣٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 396 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575