مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٨
ر م ى قوله تعالى: (وما رميت إذا رميت ولكن الله رمى) [8 / 17] قال جماعة من المفسرين: إن جبرئيل قال للنبي صلى الله عليه وآله يوم بدر: خذ قبضة من حصى الوادي، فناوله كفا من حصباء عليه تراب فرمى به في وجوه القوم وقال شاهت الوجوه، فلم يبق مشرك إلا دخل في عينه وفمه ومنخره منها شئ، ثم ردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم، وكانت تلك الرمية سبب هزيمة القوم (1).
وفي الحديث: ذكر الرماية - بالكسر - (2) وهي عقد شرعي لفائدة التمرن على مباشرة النصال والاستعداد لممارسة القتال (3).
وفيه: " الرمية " وهي بالفتح فعيلة بمعنى مفعول، وهي الصيد المرمى من ذكر كان أو أنثى، والجمع " رميات " و " رمايا " كعطية وعطيات وعطايا.
وفي حديث الخوارج: " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " (4) ومجيئها بالهاء لصيرورتها في عداد الأسماء. يريد أن دخولهم في الدين ثم خروجهم منه ولم يتمسكوا بشئ منه كسهم دخل في صيد ثم خرج ولم يعلق به منه شئ من الدم والفرث لسرعة نفوذه.
وفيه: " ليس وراء الله مرمى " أي مقصد ترمى إليه الآمال ويوجه نحوه الرجاء، تشبيها بالهدف التي ترمى إليه السهام.
وفى الخبر: " لو أن أحدهم دعي إلى مرماتين لأجاب وهو لا يجيب للصلاة " المرماة بكسر الميم وضمها: ظلف الشاة، وقيل ما بين ظلفيها، وقيل بالكسر:

(١) البرهان ج ٢ ص ٧٠ باختلاف.
(٢) انظر أحاديث الرماية في الكافي ج ٥ ص ٤٩.
(٣) يذكر في " بدر " شيئا في الرماية - ز.
(٤) بحار الأنوار ج ٨ ص ٥٩٦، والارشاد للمفيد ص 68.
(٢٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب د 3
2 باب ذ 80
3 باب ر 112
4 باب ز 263
5 باب س 315
6 باب ش 471
7 باب ص 575