مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٦٠٤
لأنه ظرف في الأمكنة بمنزلة حين في الأزمنة، وهو اسم مبني، وإنما حرك آخره لالتقاء الساكنين، فمن العرب من يبنيها على الضم تشبيها بالغايات لأنها لم تجئ إلا مضافة إلى جملة، ومنهم من يبنيها على الفتح مثل كيف استثقالا للكسر مع الياء، وهي من الظروف التي لا يجازى بها إلا مع " ما " يقول " حيثما تجلس أجلس " في معنى أينما - كذا نقلا عن الجوهري.
وفي حديث نفي الصفات عنه تعالى: " كيف أصفه بحيث وهو الذي حيث الحيث حتى صار حيثا " قيل الحيث أعم من الأين ومرادف للتحيز.
ح ى د قوله تعالى: (ذلك ما كنت منه تحيد) [50 / 19] أي تنفر وتهرب، يقال حاد عن الشئ يحيد: مال عنه وعدل.
ويحيد عنه: ينهزم عنه.
وحمار حيدى: أي يحيد عن ظله لنشاطه.
وفي حديث علي عليه السلام في ذم قومه " فإذا جاء القتال قلتم حيدي حياد " (1) أي إذا كان قتال تكرهون وتقولون أيها الحرب حيدي حياد، أي جانبي منا، من حايده محايدة جانبه.
قال بعض شراح الحديث: " حيدي حياد " مثل فيحي فياح، وحياد وفياح كلاهما اسم للفارة، وفيحي أي اتسعي، وهذا من كلام الجاهلية كانوا يتكلمون به، أي أعرضي عنها أيتها الحرب - انتهى.
وفي حديثه أيضا مع قومه " فإذا جاء القتال كنتم حيدى " أي ميلى.
وحادت الدابة: نفرت وتركت الجادة والحايدين عن دين الله: العادلين.
ح ى ر قوله تعالى: (حيران) [6 / 71] أي حائر من حار يحار حيرة وحيرا من باب تعب: أي تحير في أمره ولم يكن له مخرج فمضى وعاد إلى حاله، فهو حيران وقوم حيارى، وحيرته فتحير.
وفي الحديث ذكر الحائر وهو في الأصل مجمع الماء، ويراد به حائر الحسين عليه السلام، وهو ما حواه سور المشهد

(٦٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 599 600 601 602 603 604 605 606 607 608 609 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614