البر - كما جاءت به الرواية عنهم (ع).
إذا تم هذا فاعلم أن الجمهور من الفقهاء والمفسرين اتفقوا على أنه إذا قال المسلم:
" سلام عليكم ورحمة الله " فأجيب ب " سلام عليكم ورحمة الله " فهو رد بالمثل ولو زيد " وبركاته " فهو أحسن، وإذا قال: " سلام عليكم ورحمة الله وبركاته " فليس فوقها ما يزيد عليها، ويقال: أمر الله تعالى المسلمين برد السلام للمسلم بأحسن مما سلم إن كان مؤمنا، وإلا فليقل:
و " عليكم " لا يزيد عليها، فقوله:
(بأحسن منها) للمسلمين خاصة، وقوله:
(أو ردوها) لأهل الكتاب.
قوله: (وتحيتهم فيها سلام) معناه:
أن يحيي بعضهم بعضا في الجنة بالسلام، وقيل: هي تحية الملائكة إياهم، فيكون المصدر مضافا إلى المفعول، وقيل: هي تحية الله لهم.
قوله: (وسلموا على أنفسكم تحية من عند الله) أي ثابتة مشروعة من عنده، لان التسليم طلب سلامة المسلم عليه، والتحية طلب حياة المحيا من عند الله، ووصفها بالبركة والطيب لأنها دعوة مؤمن لمؤمن يرجى بها من عند الله زيادة الخير وطيب الرزق.
ومنه قوله (ع): " سلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك " ف (تحية) منسوب إلى (سلموا) لأنها في معنى تسليما، مثل " حمدت شكرا ".
قوله: (ومن أحياها) أي بالانقاذ من قتل أو غرق أو حرق أو هدم (فكأنما أحيا الناس جميعا).
والاحياء الاستبقاء، قوله حكاية عن نمرود: (أنا أحيي وأميت) قال المفسر يريد: أخلي من وجب عليه القتل، وأميت بالقتل (1).
قوله: (ولكم في القصاص حيوة) أي منفعة - عن أبي عبيدة - وعن ابن عرفة: إذا علم القاتل أنه يقتل كف عن القتل.