مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٥٩٩
وذكر الحائك عند أبي عبد الله عليه السلام وأنه ملعون فقال عليه السلام:
" إنما ذلك الذي يحوك الكذب على الله ورسوله ".
ح ول قوله تعالى (حولين كاملين) [2 / 233] الحول: العام سمي حولا باعتبار الدوران.
وحول الشئ: جانبه الذي يمكن أن يحول إليه، سمي بذلك اعتبارا بالدوران والإطافة.
ومنه قوله تعالى (حافين من حول العرش) [39 / 75].
والتحول: التنقل من موضع إلى موضع والاسم الحول.
ومنه قوله تعالى (لا يبغون عنها حولا) [18 / 19] أي تحولا أي حيلة أي لا يحتالون منزلا عنها.
قوله (يحول بين المرء وقلبه) [8 / 24] أي يملك على قلبه فيصرفه كيف شاء فيغير نياته ويفسخ عزائمه ويبدله بالذكر نسيانا وبالنسيان ذكرا وبالخوف أمنا وبالأمن خوفا.
وقيل يحول بينه وبين أن يخفى عليه شئ من سره وجهره فصار أقرب إليه من حبل الوريد.
وفي الحديث " لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة " قيل الحول:
الحركة فكأن القائل يقول لا حركة ولا استطاعة لنا على التصرف إلا بمشية الله تعالى.
وقيل الحول: القدرة أي لا قدرة لنا على شئ ولا قوة إلا بإعانة الله سبحانه.
وإن الحول بمعنى التحول والانتقال والمعنى لا حول لنا عن المعاصي إلا بعون الله ولا قوة لنا على الطاعات إلا بتوفيق الله سبحانه.
وروى هذا المعنى الصدوق رحمه الله في كتاب التوحيد.
وقد يفسر الحول بالحيلة وهي ما يتوصل به إلى حالة بما فيه خفية.
وقيل الحيلة هي الحول قلبت واوه ياء لانكسار ما قبلها.
والمعنى لا يوصل إلى تدبير أمر وتغيير حال إلا بمشيتك ومعرفتك.
وقوله كنز من كنوز الجنة أي يعد
(٥٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 594 595 596 597 598 599 600 601 602 603 604 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614