مختار الصحاح - محمد بن عبد القادر - الصفحة ٣٢٥
أطعمنا ملة لان الملة الرماد الحار وقال أبو عبيد الملة الحفرة نفسها وهو يتململ على فراشه ويتملل إذا لم يستقر من الوجع كأنه على ملة والملة الدين والشريعة والملمول الميل الذي يكتحل به م ل ا يقال ملاك الله حبيبك تملية أي متعك به وأعاشك معه طويلا وتمليت عمري استمتعت منه والملي الزمان الطويل ومنه قوله تعالى * (واهجرني مليا * (والملوان الليل والنهار الواحد ملا مقصور وأملى له في غيه أطال له وأملى الله له أمهله وطول له وأملى الكتاب وأمله لغتان جيدتان جاء بهما القرآن قلت أراد به قوله تعالى * (فهي تملى عليه * ( وقوله تعالى * (وليملل الذي عليه الحق * ( واستملاه الكتاب سأله أن يمليه عليه م ن من اسم لمن يصلح أن يخاطب وهو مبهم غير متمكن وهو في اللفظ واحد ويكون في معنى الجماعة كقوله تعالى * (ومن الشياطين من يغوصون له * (ولها أربعة مواضع الاستفهام نحو من عندك والخبر نحو رأيت من عندك والجزاء نحو من يكرمني أكرمه وتكون نكرة نحو مررت بمن محسن أي بإنسان محسن ومن بالكسر حرف خافض وهو لابتداء الغاية كقولك خرجت من بغداد إلى الكوفة وقد تكون للتبعيض كقولك هذا الدرهم من الدراهم وقد تكون للبيان والتفسير كقولك لله دره من رجل فتكون من مفسرة للاسم المكني في قولك درثه وترجمة عنه وقوله تعالى * (وينزل من السماء من جبال فيها من برد * (فالأولى لابتداء الغاية والثانية للتبعيض والثالثة للتفسير والبيان وقد تدخل من توكيدا لغوا كقولك ما جاءني من أحد وويحه من رجل أكدتهما بمن وقوله تعالى * (فاجتنبوا الرجس من الأوثان * (أي فاجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان وكذلك ثوب من خز وقال الأخفش في قوله تعالى * (وترى الملائكة حافين من حول العرش * (وقوله تعالى * (ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه * (إنما أدخل من توكيدا كما تقول رأيت زيدا نفسه وتقول العرب ما رأيته من سنة أي منذ سنة قال الله تعالى * (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم * (وقال زهير لمن الديار بقنة الحجر أقوين من حجج ومن دهر وقد تكون بمعنى على كقوله تعالى * (ونصرناه من القوم * (أي على القوم وقولهم من ربي ما فعلت فمن حرف جر وضع موضع الباء هنا لان حروف الجر ينوب بعضها عن بعض إذا لم يلتبس المعنى ومن العرب من يحذف نونه عند الألف واللام لالتقاء الساكنين فيقول ملكذب أي من الكذب م ن ج ن المنجنون الدولاب التي يستقى عليها وقال بن السكيت هي المحالة التي يسنى عليها وهي مؤنثة وجمعها مناجين والمنجنين لغة فيها قلت المحالة البكرة العظيمة التي تستقي بها الإبل منجنيق في ج ن ق م ن ح المنح العطاء وبابه قطع وضرب والاسم المنحة بالكسر وهي العطية م ن ذ منذ مبني على الضم ومذ مبني على السكون وكل واحد منهما يصلح أن يكون حرف جر فتجر ما بعدها وتجريهما مجرى في ولا تدخلهما حينئذ إلا على زمان أنت فيه فتقول ما رأيته مذ الليلة ويصلح أن يكونا اسمين فترفع ما بعدهما على التاريخ أو على التوقيت فتقول في التاريخ ما رأيته مذ يوم الجمعة أي أول انقطاع الرؤية يوم الجمعة وتقول في التوقيت ما رأيته مذ سنة أي أمد ذلك سنة ولا يقع ها هنا إلا نكرة لأنك لا تقول مذ سنة كذا وإنما تقول مذ سنة وقال سيبويه منذ
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»
الفهرست