لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٣٣٣
منهم بمنه وكرمه، فأما العوام فمرخص لهم في التداوي والمعالجات، ومن صبر على البلاء وانتظر الفرج من الله بالدعاء كان من جملة الخواص والأولياء، ومن لم يصبر رخص له في الرقية والعلاج والدواء، ألا ترى أن الصديق، رضي الله عنه، لما تصدق بجميع ماله لم ينكر عليه علما منه بيقينه وصبره؟ ولما أتاه الرجل بمثل بيضة الحمامة من الذهب وقال: لا أملك غيره، ضربه به بحيث لو أصابه عقره وقال فيه ما قال. وقولهم: ارق على ظلعك أي امش واصعد بقدر ما تطيق ولا تحمل على نفسك ما لا تطيقه، وقيل: ارق على ظلعك أي الزمه وأربع عليه. ويقال للرجل:
ارق على ظلعك أي أصلح أولا أمرك، فيقول قد رقيت، بكسر القاف، رقيا. ومرقيا الأنف: حرفاه، عن ثعلب، كأنه منه ظن، والمعروف مرقا الأنف.
أبو عمرو: الرقى الشحمة البيضاء النقية تكون في مرجع الكتف، وعليها أخرى مثلها يقال لها المأتاة (* قوله يقال لها المأتاة هكذا هو في الأصل والتهذيب). فكما يراها الآكل يأخذها مسابقة. قال: وفي المثل يضربه النحرير للخوعم حسبتني الرقى عليها المأتاة. قال الجوهري: والرقي موضع. ورقية: اسم امرأة. وعبد الله بن قيس الرقيات (* قوله وعبد الله بن قيس الرقيات مثله في الجوهري عبد الله مكبرا، وقال في التكملة: صوابه عبيد الله مصغرا). إنما أضيف قيس إليهن لأنه تزوج عدة نسوة وافق أسماؤهن كلهن رقية فنسب إليهن، قال الجوهري: هذا قول الأصمعي، وقال غيره:
إنه كانت له عدة جدات أسماؤهن كلهن رقية، ويقال: إنما أضيف إليهن لأنه كان يشبب بعدة نساء يسمين رقية.
* ركا: الركوة والركوة (* قوله الركوة إلخ هي مثلثة الراء كما في القاموس). شبه تور من أدم، وفي الصحاح: الركوة التي للماء.
وفي حديث جابر: أتي النبي، صلى الله عليه وسلم، بركوة فيها ماء، قال: الركوة إناء صغير من جلد يشرب فيه الماء، والجمع ركوات، بالتحريك، وركاء. والركوة أيضا: زورق صغير.
والركوة: رقعة تحت العواصر، والعواصر حجارة ثلاث بعضها فوق بعض. وركا الأرض ركوا: حفرها. وركا ركوا: حفر حوضا مستطيلا.
والمركو من الحياض: الكبير، وقيل الصغير، وهو من الاحتفار. ابن الأعرابي: ركوت الحوض سويته. أبو عمرو: المركو الحوض الكبير، قال أبو منصور: والذي سمعته من العرب في المركو أنه الحويض الصغير يسويه الرجل بيديه على رأس البئر إذا أعوزه إناء يسقي فيه بعيرا أو بعيرين. يقال: ارك مركوا تسقي فيه بعيرك، وأما الحوض الكبير فلا يسمى مركوا. الليث: الركو أن تحفر حوضا مستطيلا وهو المركو. وفي حديث البراء: فأتينا على ركي ذمة، الركي: جنس للركية وهي البئر، والذمة القليلة الماء. وفي حديث علي، كرم الله وجه: فإذا هو في ركي يتبرد. الجوهري: والمركو الحوض الكبير والجرموز الصغير، قال الراجز:
السجل والنطفة والذنوب، حتى ترى مركوها يثوب يقول: استقى تارة ذنوبا، وتارة نطفة حتى رجع الحوض ملآن كما كان قبل أن يشرب.
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»
الفهرست