والركية: البئر تحفر، والجمع ركي (* قوله والجمع ركي كذا بضبط الأصل والتهذيب بفتح الراء، فلا تغتر بضبطها في نسخ القاموس الطبع بضمها). وركايا، قال ابن سيده: وقضينا عليها بالواو لأنه من ركوت أي حفرت. وركا الأمر ركوا: أصلحه، قال سويد:
فدع عنك قوما قد كفوك شؤونهم، وشأنك إن لا تركه متفاقم معناه إن لا تصلحه. قال ابن الأعرابي: ركوت الشئ أركوه إذا شددته وأصلحته. وركا على الرجل ركوا وأركى: أثنى عليه ثناء قبيحا. وركوت عليها الحمل وأركيته: ضاعفته عليه وأثقلته به، وركوت عليه الأمر وركيته. ويقال: أركى عليه كذا وكذا كأنه ركه في عنقه أي جعله. وأركيت في الأمر: تأخرت. ابن الأعرابي: ركاه إذا أخره. وفي الحديث: يغفر الله في ليلة القدر لكل مسلم إلا للمتشاحنين فيقال اركوهما حتى يصطلحا، هكذا روي بضم الألف. وفي حديث أبي هريرة، رضي الله عنه: أنه قال تعرض أعمال الناس في كل جمعة مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال اركوا هذين حتى يفيئا، قال الأزهري: وهذا خبر صحيح، قال: ومعنى قوله اركوا هذين أي أخروا، قال: وفيه لغة أخرى. روي عن الفراء أنه قال أركيت الدين أي أخرته، وأركيت علي دينا وركوته. وفي رواية في الحديث: اتركوا هذين، من الترك. ويروى: ارهكوا، بالهاء، أي كلفوهما وألزموهما، من رهكت الدابة إذا حملت عليها في السير وأجهدتها. قال أبو عمرو: يقال للغريم اركني إلى كذا أي أخرني. الأصمعي: ركوت علي الأمر أي وركته.
وركوت على فلان الذنب أي وركته. وركوت بقية يومي أي أقمت. ابن الأعرابي: أركيت لبني فلان جندا أي هيأته لهم. وأركيت علي ذنبا لم أجنه. وقولهم في المثل:
صارت القوس ركوة، يضرب في الإدبار وانقلاب الأمور.
وأركيت إلى فلان: ملت إليه واعتزيت. وأركيت إليه: لجأت.
وأنا مرتك على كذا أي معول عليه، وما لي مرتكى إلا عليك.
علي بن حمزة: ركوت إلى فلان اعتزيت إليه وملت إليه، وقوله أنشده ابن الأعرابي:
إلى أيما الحيين تركوا، فإنكم ثفال الرحى من تحتها لا يريمها فسر تركوا تنسبوا وتعزوا، قال ابن سيده: وعندي أن الرواية إنما هي تركوا أو تركوا أي تنتسبوا وتعتزوا.
والركاء: اسم موضع، وفي المحكم: واد معروف، قال لبيد:
فدعدعا سرة الركاء، كما دعدع ساقي الأعاجم الغربا قال: وفي بعض النسخ الموثوق بها من كتاب الجمهرة الركاء، بالكسر، ويروى بفتح الراء وكسرها، والفتح أصح، وهو موضع، وصف ماءين التقيا من السيل فملآ سرة الركاء كما ملأ ساقي الأعاجم قدح الغرب خمرا. قال ابن بري: الركاء، بالفتح، واد بجانب نجد بين البدي والكلاب، قال: ذكره ابن ولاد في باب الممدود والمفتوح أوله.