لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١٧٣
الأصمعي: الحرا جناب الرجل وما حوله، يقال: لا تقربن حرانا. ويقال: نزل بحراه وعراه إذا نزل بساحته. وحرا مبيض النعام: ما حوله، وكذلك حرا كناس الظبي ما حوله. والحرا: موضع بيض اليمامة. والحرا والحراة:
الصوت والجلبة وصوت التهاب النار وحفيف الشجر، وخص ابن الأعرابي به مرة صوت الطير. وحراة النار، مقصور: التهابها، ذكره جماعة اللغويين، قال ابن بري: قال علي بن حمزة هذا تصحيف وإنما هو الخواة، بالخاء والواو، قال: وكذا قال أبو عبيد الخواة بالخاء والواو.
والحرى: الخليق كقولك بالحرى أن يكون ذلك، وإنه لحرى بكذا وحر وحري، فمن قال حرى لم يغيره عن لفظه فيما زاد على الواحد وسوى بين الجنسين، أعني المذكر والمؤنث، لأنه مصدر، قال الشاعر:
وهن حرى أن لا يثبنك نقرة، وأنت حرى بالنار حين تثيب ومن قال حر وحري ثنى وجمع وأنث فقال: حريان وحرون وحرية وحريتان وحريات وحريان وحريون وحرية وحريتان وحريات. وفي التهذيب: وهم أحرياء بذلك وهن حرايا وأنتم أحراء، جمع حر. وقال اللحياني: وقد يجوز أن تثني ما لا تجمع لأن الكسائي حكى عن بعض العرب أنهم يثنون ما لا يجمعون فيقول إنهما لحريان أن يفعلا، وكذلك روي بيت عوف بن الأحوص الجعفري: أودى بني فما برحلي منهم إلا غلاما بية ضنيان بالفتح، كذا أنشده أبو علي الفارسي وصرح بأنه مفتوح، قال ابن بري شاهد حري قول لبيد:
من حياة قد سئمنا طولها، وحري طول عيش أن يمل وفي الحديث: إن هذا لحري إن خطب أن ينكح. يقال: فلان حري بكذا وحرى بكذا وحر بكذا وبالحرى أن يكون كذا أي جدير وخليق. ويحدث الرجل الرجل فيقول: بالحرى أن يكون، وإنه لمحرى أن يفعل ذلك، عن اللحياني. وإنه لمحراة أن يفعل، ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث كقولك مخلقة ومقمنة. وهذا الأمر محراة لذلك أي مقمنة مثل محجاة. وما أحراه: مثل ما أحجاه، وأحر به: مثل أحج به، قال:
ومستبدل من بعد غضيا صريمة، فأحر به لطول فقر وأحريا أي وأحرين، وما أحراه به، وقال الشاعر:
فإن كنت توعدنا بالهجاء، فأحر بمن رامنا أن يخيبا وقولهم في الرجل إذا بلغ الخمسين حرى، قال ثعلب: معناه هو حرى أن ينال الخير كله. وفي الحديث: إذا كان الرجل يدعو في شبيبته ثم أصابه أمر بعدما كبر فبالحري أن يستجاب له.
ومن أحر به اشتق التحري في الأشياء ونحوها، وهو طلب ما هو أحرى بالاستعمال في غالب الظن، كما اشتق التقمن من القمين.
وفلان يتحرى الأمر أي يتوخاه ويقصده. والتحري: قصد الأولى والأحق، مأخوذ من الحرى وهو الخليق، والتوخي مثله.
وفي الحديث: تحروا ليلة القدر في العشر
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»
الفهرست