لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١٧٧
مشوا ومشاء، وأحسيته المرق فحساه واحتساه بمعنى، وتحساه في مهلة. وفي الحديث ذكر الحساء، بالفتح والمد، هو طبيخ يتخذ من دقيق وماء ودهن، وقد يحلى ويكون رقيقا يحسى. وقال شمر: يقال جعلت له حسوا وحساء وحسية إذا طبخ له الشئ الرقيق يتحساه إذا اشتكى صدره، ويجمع الحسا حساء وأحساء.
قال أبو ذبيان بن الرعبل: إن أبغض الشيوخ إلي الحسو الفسو الأقلح الأملح، الحسو: الشروب. وقد حسوت حسوة واحدة. وفي الإناء حسوة، بالضم، أي قدر ما يحسى مرة. ابن السكيت: حسوت حسوة واحدة، والحسوة ملء الفم.
وقال اللحياني: حسوة وحسوة وغرفة وغرفة بمعنى واحد. وكان يقال لأبي جدعان حاسي الذهب لأنه كان له إناء من ذهب يحسو منه. وفي الحديث: ما أسكر منه الفرق فالحسوة حرام، الحسوة، بالضم:
الجرعة بقدر ما يحسى مرة واحدة، وبالفتح المرة. ابن سيده: الحسي سهل من الأرض يستنقع فيه الماء، وقيل: هو غلظ فوقه رمل يجتمع فيه ماء السماء، فكلما نزحت دلوا جمت أخرى. وحكى الفارسي عن أحمد بن يحيى حسي وحسى، ولا نظير لهما إلا معي ومعي، وإني من الليل وإني. وحكى ابن الأعرابي في حسي حسا، بفتح الحاء على مثال قفا، والجمع من كل ذلك أحساء وحساء.
واحتسى حسيا: احتفره، وقيل: الاحتساء نبث التراب لخروج الماء. قال الأزهري: وسمعت غير واحد من بني تميم يقول احتسينا حسيا أي أنبطنا ماء حسي. والحسي: الماء القليل. واحتسى ما في نفسه: اختبره، قال:
يقول نساء يحتسين مودتي ليعلمن ما أخفي، ويعلمن ما أبدي الأزهري: ويقال للرجل هل احتسيت من فلان شيئا؟ على معنى هل وجدت.
والحسى وذو الحسى، مقصوران: موضعان، وأنشد ابن بري:
عفا ذو حسى من فرتنا فالفوارع وحسي: موضع. قال ثعلب: إذا ذكر كثير غيقة فمعها حساء، وقال ابن الأعرابي: فمعها حسنى. والحسي: الرمل المتراكم أسفله جبل صلد، فإذا مطر الرمل نشف ماء المطر، فإذا انتهى إلى الجبل الذي أسفله أمسك الماء ومنع الرمل حر الشمس أن ينشف الماء، فإذا اشتد الحر نبث وجه الرمل عن ذلك الماء فنبع باردا عذبا، قال الأزهري: وقد رأيت بالبادية أحساء كثيرة على هذه الصفة، منها أحساء بني سعد بحذاء هجر وقراها، قال: وهي اليوم دار القرامطة وبها منازلهم، ومنها أحساء خرشاف، وأحساء القطيف، وبحذاء الحاجر في طريق مكة أحساء في واد متطامن ذي رمل، إذا رويت في الشتاء من السيول الكثيرة الأمطار لم ينقطع ماء أحسائها في القيظ. الجوهري: الحسي، بالكسر، ما تنشفه الأرض من الرمل، فإذا صار إلى صلابة أمسكته فتحفر عنه الرمل فتستخرجه، وهو الاحتساء، وجمع الحسي الأحساء، وهي الكرار. وفي حديث أبي التيهان: ذهب يستعذب لنا الماء من حسي بني حارثة، الحسي بالكسر وسكون السين وجمعه أحساء: حفيرة قريبة القعر، قيل إنه لا يكون إلا في أرض أسفلها حجارة وفوقها رمل، فإذا أمطرت نشفه الرمل، فإذا
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست