لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١٧١
ما قبلها لا تمكن له كتمكن ما تبع من الروي حركة ما قبله. يقال: هو حذاءك وحذوتك وحذتك ومحاذاك، وداري حذوة دارك وحذوتها وحذتها (* قوله وحذتها برفع التاء ونصبها كما في القاموس). وحذوها وحذوها أي إزاءها، قال:
ما تدلك الشمس إلا حذو منكبه في حومة دونها الهامات والقصر ويقال: اجلس حذة فلان أي بحذائه. الجوهري: حذوته قعدت بحذائه. وجاء الرجلان حذيتين أي كل واحد منهما إلى جنب صاحبه. وقال في موضع آخر: وجاء الرجلان حذتين أي جميعا، كل واحد منهما بجنب صاحبه. وحاذى المكان: صار بحذائه، وفلان بحذاء فلان. ويقال: حذ بحذاء هذه الشجرة أي صر بحذائها، قال الكميت:
مذانب لا تستنبت العود في الثرى، ولا يتحاذى الحائمون فصالها يريد بالمذانب مذانب الفتن أي هذه المذانب لا تنبت كمذانب الرياض ولا يقتسم السفر فيها الماء، ولكنها مذانب شر وفتنة. ويقال: تحاذى القوم الماء فيما بينهم إذا اقتسموه مثل التصافن.
والحذوة من اللحم: كالحذية. وقال: الحذية من اللحم ما قطع طولا، وقيل: هي القطعة الصغيرة. الأصمعي: أعطيته حذية من لحم وحذة وفلذة كل هذا إذا قطع طولا. وفي حديث الإسراء: يعمدون إلى عرض جنب أحدهم فيحذون منه الحذوة من اللحم أي يقطعون منه القطعة. وفي حديث مس الذكر: إنما هو حذية منك أي قطعة، قيل: هي بالكسر ما قطع من اللحم طولا. ومنه الحديث: إنما فاطمة حذية مني يقبضني ما يقبضها. وحذاه حذوا: أعطاه. والحذوة والحذية والحذيا والحذيا: العطية، والكلمة يائية بدليل الحذية، وواوية بدليل الحذوة. وفي التهذيب: أحذاه يحذيه إحذاء وحذية وحذيا، مقصورة، وحذوة إذا أعطاه. وأحذيته من الغنيمة أحذيه: أعطيته منها، والاسم الحذية والحذوة والحذيا.
وأحذى الرجل: أعطاه مما أصاب، والاسم الحذية. والحذية والحذيا والحذيا: وهي القسمة من الغنيمة. قال ابن بري: والحذيا مثل الثريا ما أعطى الرجل لصاحبه من غنيمة أو جائزة. ومنه المثل: بين الحذيا وبين الخلسة، قال ابن سيده: وأخذه بين الحذيا والخلسة أي بين الهبة والاستلاب، قال ابن بري وشاهد الحذوة بمعنى الحذيا قول أبي ذؤيب:
وقائلة: ما كان حذوة بعلها، غداتئذ، من شاء قرد وكاهل قرد وكاهل: قبيلتان من هذيل، وهذا البيت أورده ابن سيده على ما صورته. قال ابن جني: لام الحذية واو لقول أبي ذؤيب، وأنشد البيت.
وحذياي من هذا الشئ أي أعطني. والحذيا: هدية البشارة.
ويقال: أحذاني من الحذيا أي أعطاني مما أصاب شيئا. وأحذاه حذيا أي وهبها له. وفي الحديث: مثل الجليس الصالح مثل الداري، إن لم يحذك من عطره علقك من ريحه أي إن لم يعطك. وفي حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: فيداوين الجرحى ويحذين من الغنيمة أي يعطين. وفي حديث الهزهاز: ما أصبت من عمر؟ قلت:
الحذيا.
اللحياني: أحذيت الرجل طعنة أي طعنته. ابن
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست