لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ١٨٤
سره، قال:
والحصاة العقل، وهي فعلة من أحصيت. وفلان حصي وحصيف ومستحص إذا كان شديد العقل. وفلان ذو حصى أي ذو عد، بغير هاء، قال: وهو من الإحصاء لا من حصى الحجارة. وحصاة اللسان: ذرابته. وفي الحديث: وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصا ألسنتهم؟ قال الأزهري: المعروف في الحديث والرواية الصحيحة إلا حصائد ألسنتهم، وقد ذكر في موضعه، وأما الحصاة فهو العقل نفسه.
قال ابن الأثير: حصا ألسنتهم جمع حصاة اللسان وهي ذرابته. والحصاة: القطعة من المسك. الجوهري: حصاة المسك قطعة صلبة توجد في فأرة المسك. قال الليث: يقال لكل قطعة من المسك حصاة. وفي أسماء الله تعالى: المحصي، هو الذي أحصى كل شئ بعلمه فلا يفوته دقيق منها ولا جليل. والإحصاء: العد والحفظ.
وأحصى الشئ: أحاط به. وفي التنزيل: وأحصى كل شئ عددا، الأزهري: أي أحاط علمه سبحانه باستيفاء عدد كل شئ. وأحصيت الشئ:
عددته، قال ساعدة بن جؤية:
فورك ليثا أخلص القين أثره، حاشكة يحصي الشمال نذيرها قيل: يحصي في الشمال يؤثر فيها. الأزهري: وقال الفراء في قوله:
علم أن لن تحصوه فتاب عليكم، قال: علم أن لن تحفظوا مواقيت الليل، وقال غيره: علم أن لن تحصوه أي لن تطيقوه. قال الأزهري:
وأما قول النبي، صلى الله عليه وسلم: إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة، فمعناه عندي، والله أعلم، من أحصاها علما وإيمانا بها ويقينا بأنها صفات الله عز وجل، ولم يرد الإحصاء الذي هو العد. قال: والحصاة العد اسم من الإحصاء، قال أبو زبيد:
يبلغ الجهد ذا الحصاة من القو م، ومن يلف واهنا فهو مود وقال ابن الأثير في قوله من أحصاها دخل الجنة: قيل من أحصاها من حفظها عن ظهر قلبه، وقيل: من استخرجها من كتاب الله تعالى وأحاديث رسوله، صلى الله عليه وسلم، لأن النبي، صلى الله عليه وسلم، لم يعدها لهم إلا ما جاء في رواية عن أبي هريرة وتكلموا فيها، وقيل: أراد من أطاق العمل بمقتضاها مثل من يعلم أنه سميع بصير فيكف سمعه ولسانه عما لا يجوز له، وكذلك في باقي الأسماء، وقيل: أراد من أخطر بباله عند ذكرها معناها وتفكر في مدلولها معظما لمسماها، ومقدسا معتبرا بمعانيها ومتدبرا راغبا فيها وراهبا، قال: وبالجملة ففي كل اسم يجريه على لسانه يخطر بباله الوصف الدال عليه.
وفي الحديث: لا أحصي ثناء عليك أي لا أحصي نعمك والثناء بها عليك ولا أبلغ الواجب منه. وفي الحديث: أكل القرآن أحصيت أي حفظت. وقوله للمرأة: أحصيها أي احفظيها. وفي الحديث:
استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة أي استقيموا في كل شئ حتى لا تميلوا ولن تطيقوا الاستقامة من قوله تعالى: علم أن لن تحصوه، أي لن تطيقوا عده وضبطه.
* حضا: حضا النار حضوا: حرك الجمر بعدما يهمد، وقد ذكر في الهمز.
* حطا: لم يذكره الجوهري ولا رأيته في المحكم، قال الأزهري عن ابن الأعرابي: الحطو تحريكك
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست