لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٣٠٤
ورأيا فلانا: اتقاه، عن أبي زيد، ويقال راءه في رآه، قال كثير:
وكل خليل راءني، فهو قائل من اجلك: هذا هامة اليوم أو غد وقال قيس بن الخطيم:
فليت سويدا راء فر من منهم، ومن جر، إذ يحدونهم بالركائب وقال آخر:
وما ذاك من أن لا تكوني حبيبة، وإن رئ بالإخلاف منك صدود وقال آخر:
تقرب يخبو ضوءه وشعاعه، ومصح حتى يستراء، فلا يرى يستراء: يستفعل من رأيت. التهذيب: قال الليث يقال من الظن ريت فلانا أخاك، ومن همز قال رؤيت، فإذا قلت أرى وأخواتها لم تهمز، قال: ومن قلب الهمز من رأى قال راء كقولك نأى وناء. وروي عن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه بدأ بالصلاة قبل الخطبة يوم العيد ثم خطب فرؤي أنه لم يسمع النساء فأتاهن ووعظهن، قال ابن الأثير: رؤي فعل لم يسم فاعله من رأيت بمعنى ظننت، وهو يتعدى إلى مفعولين، تقول رأيت زيدا عاقلا، فإذا بنيته لما لم يسم فاعله تعدى إلى مفعول واحد فقلت رؤي زيد عاقلا، فقوله إنه لم يسمع جملة في موضع المفعول الثاني والمفعول الأول ضميره. وفي حديث عثمان: أراهمني الباطل شيطانا، أراد أن الباطل جعلني عندهم شيطانا. قال ابن الأثير: وفيه شذوذ من وجهين: أحدهما أن ضمير الغائب إذا وقع متقدما على ضمير المتكلم والمخاطب فالوجه أن يجاء بالثاني منفصلا تقول أعطاه إياي فكان من حقه أن يقول أراهم إياي، والثاني أن واو الضمير حقها أن تثبت مع الضمائر كقولك أعطيتموني، فكان حقه أن يقول أراهموني، وقال الفراء:
قرأ بعض القراء: وترى الناس سكارى، فنصب الراء من ترى، قال: وهو وجه جيد، يريد مثل قولك رؤيت أنك قائم ورؤيتك قائما، فيجعل سكارى في موضع نصب لأن ترى تحتاج إلى شيئين تنصبهما كما تحتاج ظن. قال أبو نصور: رؤيت مقلوب، الأصل فيه أريت، فأخرت الهمزة، وقيل رؤيت، وهو بمعنى الظن.
* ربا: ربا الشئ يربو ربوا ورباء: زاد ونما. وأربيته:
نميته. وفي التنزيل العزيز: ويربي الصدقات، ومنه أخذ الربا الحرام، قال الله تعالى: وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله، قال أبو إسحق: يعني به دفع الإنسان الشئ ليعوض ما هو أكثر منه، وذلك في أكثر التفسير ليس بحرام، ولكن لا ثواب لمن زاد على ما أخذ، قال: والربا ربوان: فالحرام كل قرض يؤخذ به أكثر منه أو تجر به منفعة فحرام، والذي ليس بحرام أن يهبه الإنسان يستدعي به ما هو أكثر أو يهدي الهدية ليهدى له ما هو أكثر منها، قال الفراء: قرئ هذا الحرف ليربو بالياء ونصب الواو، قرأها عاصم والأعمش، وقرأها أهل الحجاز لتربو، بالتاء مرفوعة، قال: وكل صواب، فمن قرأ لتربو فالفعل للقوم الذين خوطبوا دل على نصبها سقوط النون، ومن قرأها ليربو فمعناه ليربو ما أعطيتم من شئ لتأخذوا أكثر، منه، فذلك ربوه وليس ذلك زاكيا عند الله، وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فتلك تربو بالتضعيف.
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست