لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٣٠٢
الأبيات؟ قيل: يجوز أن يكون رويها الألف فتكون مقصورة يجوز معها سعى وأتى لأن الألف لام الفعل كألف سعى وسلا، قال: والوجه عندي أن تكون رائية لأمرين: أحدهما أنها قد التزمت، ومن غالب عادة العرب أن لا تلتزم أمرا إلا مع وجوبه، وإن كانت في بعض المواضع قد تتطوع بالتزام ما لا يجب عليها وذلك أقل الأمرين وأدونهما، والآخر أن الشعر المطلق أضعاف الشعر المقيد، وإذا جعلتها رائية فهي مطلقة، وإذا جعلتها ألفية فهي مقيدة، ألا ترى أن جميع ما جاء عنهم من الشعر المقصور لا تجد العرب تلتزم فيه ما قبل الألف بل تخالف ليعلم بذلك أنه ليس رويا؟ وأنها قد التزمت القصر كما تلتزم غيره من إطلاق حرف الروي، ولو التزمت ما قبل الألف لكان ذلك داعيا إلى إلباس الأمر الذي قصدوا لإيضاحه، أعني القصر الذي اعتمدوه، قال: وعلى هذا عندي قصيدة يزيد بن الحكم، التي فيها منهوي ومدوي ومرعوي ومستوي، هي واوية عندنا لالتزامه الواو في جميعها والياءات بعدها وصول لما ذكرنا. التهذيب: اليث رأي ا لقلب والجمع الآراء. ويقال: ما أضل آراءهم وما أضل رأيهم. وارتآه هو: افتعل من الرأي والتدبير. واسترأيت الرجل في الرأي أي استشرته وراءيته. وهو يرائيه أي يشاوره، وقال عمران بن حطان:
فإن تكن حين شاورناك قلت لنا بالنصح منك لنا فيما نرائيكا أي نستشيرك. قال أبو منصور: وأما قول الله عز وجل: يراؤون الناس، وقوله: يراؤون ويمنعون الماعون، فليس من المشاورة، ولكن معناه إذا أبصرهم الناس صلوا وإذا لم يروهم تركوا الصلاة، ومن هذا قول الله عز وجل: بطرا ورئاء الناس، وهو المرائي كأنه يري الناس أنه يفعل ولا يفعل بالنية. وأرأى الرجل إذا أظهر عملا صالحا رياء وسمعة، وأما قول الفرزدق يهجو قوما ويرمي امرأة منهم بغير الجميل:
وبات يراآها حصانا، وقد جرت لنا برتاها بالذي أنا شاكره قوله: يراآها يظن أنها كذا، وقوله: لنا برتاها معناه أنها أمكنته من رجليها. وقال شمر: العرب تقول أرى الله بفلان أي أرى الله الناس بفلان العذاب والهلاك، ولا يقال ذلك إلا في الشر، قال الأعشى:
وعلمت أن الله عم‍ - دا خسها، وأرى بها يعني قبيلة ذكرها أي أرى الله بها عدوها ما شمت به.
وقال ابن الأعرابي: أي أرى الله بها أعداءها ما يسرهم، وأنشد: أرانا الله بالنعم المندى وقال في موضع آخر: أرى الله بفلان أي أرى به ما يشمت به عدوه. وأرني الشئ: عاطنيه، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، وحكى اللحياني: هو مرآة أن يفعل كذا أي مخلقة، وكذلك الاثنان والجمع والمؤنث، قال: هو أرآهم لأن يفعل ذلك أي أخلقهم.
وحكى ابن الأعرابي: لو تر ما وأو تر ما ولم تر ما، معناه كله عنده ولا سيما.
والرئة، تهمز ولا تهمز: موضع النفس والريح من الإنسان وغيره، والجمع رئات ورئون،
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست