لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٢٩٩
قال ابن بري: الأصل في ترية ترئية، فنقلت حركة الهمزة على الراء فبقي ترئية، ثم قلبت الهمزة ياء لانكسار ما قبلها كما فعلوا مثل ذلك في المراة والكماة، والأصل المرأة، فنقلت حركة الهمزة إلى الراء ثم أبدلت الهمزة ألفا لانفتاح ما قبلها. وفي حديث أم عطية: كنا لا نعد الكدرة والصفرة والترية شيئا، وقد جمع ابن الأثير تفسيره فقال: الترية، بالتشديد، ما تراه المرأة بعد الحيض والاغتسال منه من كدرة أو صفرة، وقيل: هي البياض الذي تراه عند الطهر، وقيل: هي الخرقة التي تعرف بها المرأة حيضها من طهرها، والتاء فيها زائدة لأنه من الرؤية، والأصل فيها الهمز، ولكنهم تركوه وشددوا الياء فصارت اللفظة كأنها فعيلة، قال: وبعضهم يشدد الراء والياء، ومعنى الحديث أن الحائض إذا طهرت واغتسلت ثم عادت رأت صفرة أو كدرة لم يعتد بها ولم يؤثر في طهرها.
وتراءى القوم: رأى بعضهم بعضا. وتراءى لي وترأى، عن ثعلب:
تصدى لأراه. ورأى المكان المكان: قابله حتى كأنه يراه، قال ساعدة:
لما رأى نعمان حل بكرفئ عكر، كما لبج النزول الأركب وقرأ أبو عمرو: وأرنا مناسكنا، وهو نادر لما يلحق الفعل من الإجحاف. وأرأت الناقة والشاة من المعز والضأن، بتقدير أرعت، وهي مرء ومرئية: رؤي في ضرعها الحمل واستبين وعظم ضرعها، وكذلك المرأة وجميع الحوامل إلا في الحافر والسبع. وأرأت العنز: ورم حياؤها، عن ابن الأعرابي، وتبين ذلك فيها. التهذيب: أرأت العنز خاصة، ولا يقال للنعجة أرأت، ولكن يقال أثقلت لأن حياءها لا يظهر. وأرأى الرجل إذا اسود ضرع شاته. وتراءى النحل: ظهرت ألوان بسره، عن أبي حنيفة، وكله من رؤية العين. ودور القوم منا رثاء أي منتهى البصر حيث نراهم. وهم مني مرأى ومسمع، وإن شئت نصبت، وهو من الظروف المخصوصة التي أجريت مجرى غير المخصوصة عند سيبويه، قال: وهو مثل مناط الثريا ومدرج السيول، ومعناه هو مني بحيث أراه وأسمعه. وهم رئاء أي ألف زهاء ألف فيما ترى العين. ورأيت زيدا حليما: علمته، وهو على المثل برؤية العين. وقوله عز وجل: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب، قيل: معناه ألم تعلم أي ألم ينته علمك إلى هؤلاء، ومعناه اعرفهم يعني علماء أهل الكتاب، أعطاهم الله علم نبوة النبي، صلى الله عليه وسلم، بأنه مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وقال بعضهم: ألم تر ألم تخبر، وتأويله سؤال فيه إعلام، وتأويله أعلن قصتهم، وقد تكرر في الحديث: ألم تر إلى فلان، وألم تر إلى كذا، وهي كلمة تقولها العرب عند التعجب من الشئ وعند تنبيه المخاطب كقوله تعالى: ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم، ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب، أي ألم تعجب لفعلهم، وألم ينته شأنهم إليك. وأتاهم حين جن رؤي رؤيا ورأي رأيا أي حين اختلط الظلام فلم يتراءوا. وارتأينا في الأمر وتراءينا: نظرناه. وقوله في حديث عمر، رضي الله عنه، وذكر المتعة:
ارتأى امرؤ بعد ذلك ما شاء أن يرتئي أي فكر وتأنى، قال: وهو افتعل من رؤية القلب أو من الرأي. وروي
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»
الفهرست