لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٢٩٣
ويروى: في العلاب، ومثله للأحوص:
أو عرفوا بصنيع عند مكرمة مضى، ولم يثنه ما را وما سمعا وكذلك قالوا في أرأيت وأرأيتك أريت وأريتك، بلا همز، قال أبو الأسود:
أريت امرأ كنت لم أبله أتاني فقال: اتخذني خليلا فترك الهمزة، وقال ركاض بن أباق الدبيري:
فقولا صادقين لزوج حبى جعلت لها، وإن بخلت، فداء أريتك إن منعت كلام حبى، أتمنعني على ليلى البكاء؟
والذي في شعره كلام حبى، والذي روي كلام ليلى، ومثله قول الآخر:
أريت، إذا جالت بك الخيل جولة، وأنت على برذونة غير طائل قال: وأنشد ابن جني لبعض الرجاز:
أريت، إن جئت به أملودا مرجلا ويلبس البرودا، أقائلن أحضروا الشهودا قال ابن بري: وفي هذا البيت الأخير شذوذ، وهو لحاق نون التأكيد لاسم الفاعل. قال ابن سيده: والكلام العالي في ذلك الهمز، فإذا جئت إلى الأفعال المستقبلة التي في أوائلها الياء والتاء والنون والألف اجتمعت العرب، الذين يهمزون والذين لا يهمزون، على ترك الهمز كقولك يرى وترى ونرى وأرى، قال: وبها نزل القرآن نحو قوله عز وجل: فترى الذين في قلوبهم مرض، وقوله عز وجل: فترى القوم فيها صرعى، وإني أرى في المنام، ويرى الذين أوتوا العلم، إلا تيم الرباب فإنهم يهمزون مع حروف المضارعة فتقول هو يرأى وترأى ونرأى وأرأى، وهو الأصل، فإذا قالوا متى نراك قالوا متى نرآك مثل نرعاك، وبعض يقلب الهمزة فيقول متى نراؤك مثل نراعك، وأنشد:
ألا تلك جاراتنا بالغضى تقول: أترأينه لن يضيقا وأنشد فيمن قلب:
ماذا نراؤك تغني في أخي رصد من أسد خفان، جأب الوجه ذي لبد ويقال: رأى في الفقه رأيا، وقد تركت العرب الهمز في مستقبله لكثرته في كلامهم، وربما احتاجت إليه فهمزته، قال ابن سيده: وأنشد شاعر تيم الرباب، قال ابن بري: هو للأعلم بن جرادة السعدي:
ألم ترأ ما لاقيت والدهر أعصر، ومن يتمل الدهر يرأ ويسمع قال ابن بري: ويروى ويسمع، بالرفع على الاستئناف، لأن القصيدة مرفوعة، وبعده:
بأن عزيزا ظل يرمي بحوزه إلي، وراء الحاجزين، ويفرع يقال: أفرع إذا أخذ في بطن الوادي، قال وشاهد ترك الهمزة ما أنشده أبو زيد:
لما استمر بها شيحان مبتجح بالبين عنك بما يرآك شنآنا قال: وهو كثير في القرآن والشعر، فإذا جئت إلى الأمر فإن أهل الحجاز يتركون الهمز فيقولون: ر ذلك، وللاثنين: ريا ذلك، وللجماعة: روا ذلك،
(٢٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 ... » »»
الفهرست