لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٢٩٦
وقوله عز وجل: هم أحسن أثاثا ورئيا، قرئت رئيا، بوزن رعيا، وقرئت ريا، قال الفراء الرئي المنظر، وقال الأخفش: الري ما ظهر عليه مما رأيت، وقال الفراء: أهل المدينة يقرؤونها ريا، بغير همز، قال: وهو وجه جيد من رأيت لأنه مع آيات لسن مهموزات الأواخر. وذكر بعضهم: أنه ذهب بالري إلى رويت إذا لم يهمز ونحو ذلك. قال الزجاج: من قرأ ريا، بغير همز، فله تفسيران أحدهما أن منظرهم مرتو من النعمة كأن النعيم بين فيهم ويكون على ترك الهمز من رأيت، وقال الجوهري: من همزه جعله من المنظر من رأيت، وهو ما رأته العين من حال حسنة وكسوة ظاهرة، وأنشد أبو عبيدة لمحمد بن نمير الثقفي:
أشاقتك الظعائن يوم بانوا بذي الرئي الجميل من الأثاث؟
ومن لم يهمزه إما أن يكون على تخفيف الهمز أو يكون من رويت ألوانهم وجلودهم ريا أي امتلأت وحسنت. وتقول للمرأة: أنت ترين، وللجماعة: أنتن ترين، لأن الفعل للواحدة والجماعة سواء في المواجهة في خبر المرأة من بنات الياء، إلا أن النون التي في الواحدة علامة الرفع والتي في الجمع إنما هي نون الجماعة، قال ابن بري:
وفرق ثان أن الياء في ترين للجماعة حرف، وهي لام الكلمة، والياء في فعل الواحدة اسم، وهي ضمير الفاعلة المؤنثة. وتقول: أنت ترينني، وإن شئت أدغمت وقلت تريني، بتشديد النون، كما تقول تضربني.
واسترأى الشئ: استدعى رؤيته. وأريته إياه إراءة وإراء، المصدر عن سيبويه، قال: الهاء للتعويض، وتركها على أن لا تعوض وهم مما يعوضون بعد الحذف ولا يعوضون.
وراءيت الرجل مراآة ورياء: أريته أني على خلاف ما أنا عليه. وفي التنزيل: بطرا ورئاء الناس، وفيه: الذين هم يراؤون، يعني المنافقين أي إذا صلى المؤمنون صلوا معهم يراؤونهم أنهم على ما هم عليه. وفلان مراء وقوم مراؤون، والاسم الرياء. يقال: فعل ذلك رياء وسمعة. وتقول من الرياء يسترأى فلان، كما تقول يستحمق ويستعقل، عن أبي عمرو. ويقال: راءى فلان الناس يرائيهم مراآة، وراياهم مراياة، على القلب، بمعنى، وراءيته مراآة ورياء قابلته فرأيته، وكذلك تراءيته، قال أبو ذؤيب:
أبى الله إلا أن يقيدك، بعدما تراءيتموني من قريب ومودق يقول: أقاد الله منك علانية ولم يقد غيلة. وتقول: فلان يتراءى أي ينظر إلى وجهه في المرآة أو في السيف.
والمرآة: ما تراءيت فيه، وقد أريته إياها. ورأيته ترئية: عرضتها عليه أو حبستها له ينظر نفسه وتراءيت فيها وترأيت. وجاء في الحديث: لا يتمرأى أحدكم في الماء لا ينظر وجهه فيه، وزنه يتمفعل من الرؤية كما حكاه سيبويه من قول العرب:
تمسكن من المسكنة، وتمدرع من المدرعة، وكما حكاه أبو عبيد من قولهم: تمندلت بالمنديل. وفي الحديث: لا يتمرأى أحدكم في الدنيا أي لا ينظر فيها، وقال: وفي رواية لا يتمرأى أحدكم بالدنيا من الشئ المرئي. والمرآة، بكسر الميم: التي ينظر فيها، وجمعها المرائي والكثير المرايا، وقيل: من حول الهمزة قال المرايا. قال أبو زيد: تراءيت في المرآة ترائيا ورأيت الرجل ترئية إذا أمسكت له
(٢٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 ... » »»
الفهرست