وللمرأة ري ذلك، وللاثنين كالرجلين، وللجمع: رين ذاكن، وبنو تميم يهمزون جميع ذلك فيقولون: ارأ ذلك وارأيا ولجماعة النساء ارأين، قال: فإذا قالوا أريت فلانا ما كان من أمره أريتكم فلانا أفريتكم فلانا فإن أهل الحجاز يهمزونها، وإن لم يكن من كلامهم الهمز، فإذا عدوت أهل الحجاز فإن عامة العرب على ترك الهمز، نحو أرأيت الذي يكذب أريتكم، وبه قرأ الكسائي ترك الهمز فيه في جميع القرآن، وقالوا: ولو تر ما أهل مكة، قال أبو علي:
أرادوا ولو ترى ما فحذفوا لكثرة الاستعمال. اللحياني: يقال إنه لخبيث ولو تر ما فلان ولو ترى ما فلان، رفعا وجزما، وكذلك ولا تر ما فلان ولا ترى ما فلان فيهما جميعا وجهان: الجزم والرفع، فإذا قالوا إنه لخبيث ولم تر ما فلان قالوه بالجزم، وفلان في كله رفع وتأويلها ولا سيما فلان، حكى ذلك عن الكسائي كله. وإذا أمرت منه على الأصل قلت: ارء، وعلى الحذف: را. قال ابن بري: وصوابه على الحذف ره، لأن الأمر منه ر زيدا، والهمزة ساقطة منه في الاستعمال. الفراء في قوله تعالى: قل أرأيتكم، قال: العرب لها في أرأيت لغتان ومعنيان: أحدهما أن يسأل الرجل الرجل: أرأيت زيدا بعينك؟ فهذه مهموزة، فإذا أوقعتها على الرجل منه قلت أرأيتك على غير هذه الحال، يريد هل رأيت نفسك على غير هذه الحالة، ثم تثني وتجمع فتقول للرجلين أرأيتماكما، وللقوم أرأيتموكم، وللنسوة أرأيتن كن، وللمرأة أرأيتك، بخفض التاء لا يجوز إلا ذلك، والمعنى الآخر أن تقول أرأيتك وأنت تقول أخبرني، فتهمزها وتنصب التاء منها وتترك الهمز إن شئت، وهو أكثر كلام العرب، وتترك التاء موحدة مفتوحة للواحد والواحدة والجمع في مؤنثه ومذكره، فنقول للمرأة:
أرأيتك زيدا هل خرج، وللنسوة: أرأيتكن زيدا ما فعل، وإنما تركت العرب التاء واحدة لأنهم لم يريدوا أن يكون الفعل منها واقعا على نفسها فاكتفوا بذكرها في الكاف ووجهوا التاء إلى المذكر والتوحيد إذا لم يكن الفعل واقعا، قال: ونحو ذلك قال الزجاج في جميع ما قال، ثم قال: واختلف النحويون في هذه الكاف التي في أرأيتكم فقال الفراء والكسائي:
لفظها لفظ نصب وتأويلها تأويل رفع، قال: ومثلها الكاف التي في دونك زيدا لأن المعنى خذ زيدا قال أبو إسحق: وهذا القول لم يقله النحويون القدماء، وهو خطأ لأن قولك أرأيتك زيدا ما شأنه يصير أرأيت قد تعدت إلى الكاف وإلى زيد، فتصير (* قوله فتصير إلخ هكذا بالأصل ولعلها فتنصب إلخ). أرأيت اسمين فيصير المعنى أرأيت نفسك زيدا ما حاله، قال: وهذا محال والذي إليه النحويون الموثوق بعلمهم أن الكاف لا موضع لها، وإنما المعنى أرأيت زيدا ما حاله، وإنما الكاف زيادة في بيان الخطاب، وهي المعتمد عليها في الخطاب فتقول للواحد المذكر: أرأيتك زيدا ما حاله، بفتح التاء والكاف، وتقول في المؤنث: أرأيتك زيدا ما حاله يا مرأة، فتفتح التاء على أصل خطاب المذكر وتكسر الكاف لأنها قد صارت آخر ما في الكلمة والمنبئة عن الخطاب، فإن عديت الفاعل إلى المفعول في هذا الباب صارت الكاف مفعولة، تقول: رأيتني عالما بفلان، فإذا سألت عن هذا الشرط قلت للرجل: أرأيتك عالما بفلان، وللاثنين أرأيتماكما عالمن بفلان، وللجمع أرأيتموكم، لأن هذا في تأويل أرأيتم أنفسكم، وتقول للمرأة: أرأيتك عالمة بفلان، بكسر التاء،