وفي المحكم: هي غيضة ملتفة يتخذ فيها الأسد عريسا فيستتر هنالك، وقيل: خفية وشرى اسمان لموضعين علمان، قال:
ونحن قتلنا الأسد أسد خفية فما شربوا، بعدا على لذة، خمرا وقولهم: أسود خفية كما تقول أسود حلية، وهما مأسدتان، قال ابن بري: السماع أسود خفية والصواب خفية، غير مصروف، وإنما يصرف في الشعر كقول الأشهب بن رميلة:
أسود شرى لاقت أسود خفية، تساقوا، على لوح، دماء الأساود والخفية بئر كانت عادية فاندفنت ثم حفرت، والجمع الخفايا والخفيات. والخفية: البئر القعيرة لخفاء مائها. وخفا البرق يخفو خفوا وخفا البرق وخفي خفيا فيهما، الأخيرة عن كراع: برق برقا خفيا ضعيفا معترضا في نواحي الغيم، فإن لمع قليلا ثم سكن وليس له اعتراض فهو الوميض، وإن شق الغيم واستطال في الجو إلى السماء من غير أن يأخذ يمينا ولا شمالا فهو العقيقة، قال ابن الأعرابي: الوميض أن يومض البرق إيماضة خفيفة ثم يخفى ثم يومض، وليس في هذا يأس من المطر. قال أبو عبيد: الخفو اعتراض البرق في نواحي السماء.
وفي الحديث: أنه سأل عن البرق فقال أخفوا أم وميضا. وخفا البرق إذا برق برقا ضعيفا. ورجل خفي البطن: ضامره خفيفه، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
فقام، فأدنى من وسادي وساده، خفي البطن ممشوق القوائم شوذب وقولهم: برح الخفاء أي وضح الأمر وذلك إذا ظهر. وصار في براح أي في أمر منكشف، وقيل: برح الخفاء أي زال الخفاء، قال:
والأول أجود. قال بعضهم: الخفاء المتطأطئ من الأرض الخفي، والبراح المرتفع الظاهر، يقول صار ذلك المتطأطئ مرتفعا. وقال بعضهم: الخفاء هنا السر فيقول ظهر السر، لأنا قد قدمنا أن البراح الظاهر المرتفع، قال يعقوب: وقال بعض العرب إذا حسن من المرأة خفياها حسن سائرها، يعني صوتها وأثر وطئها الأرض، لأنها إذا كانت رخيمة الصوت دل ذلك على خفرها، وإذا كانت مقاربة الخطى وتمكن أثر وطئها في الأرض دل ذلك على أن لها أردافا وأوراكا. الليث: والخفاء رداء تلبسه المرأة فوق ثيابها.
وكل شئ غطيته بشئ من كساء أو نحوه فهو خفاؤه، والجمع الأخفية، ومنه قول ذي الرمة:
عليه زاد وأهدام وأخفية، قد كاد يجترها عن ظهره الحقب * خلا: خلا المكان والشئ يخلو خلوا وخلاء وأخلى إذا لم يكن فيه أحد ولا شئ فيه، وهو خال. والخلاء من الأرض: قرار خال. واستخلى: كخلا من باب علا قرنه واستعلاه. ومن قوله تعالى: وإذا رأوا آية يستسخرون، من تذكره أبي علي. ومكان خلاء: لا أحد به ولا شئ فيه.
وأخلى المكان: جعله خاليا. وأخلاه: وجده كذلك. وأخليت أي خلوت، وأخليت غيري، يتعدى ولا يتعدى، قال عتي بن مالك العقيلي: أتيت مع الحداث ليلى فلم أبن، فأخليت، فاستعجمت عند خلائي (* قوله عند خلائي هكذا في الأصل والصحاح، وفي المحكم: عند خلائيا).