لسان العرب - ابن منظور - ج ١٤ - الصفحة ٢٤٢
امرأة قد خلا منها أي كبرت ومضى معظم عمرها، ومنه الحديث: فلما خلا سني ونثرت له ذا بطني، أنها كبرت وأولدت له.
وتخلى عن الأمر ومن الأمر: تبرأ. وتخلى: تفرغ. وفي حديث معاوية القشيري: قلت يا رسول الله ما آيات الإسلام؟ قال: أن تقول أسلمت وجهي إلى الله وتخليت، التخلي: التفرغ.
يقال: تخلى للعبادة، وهو تفعل من الخلو، والمراد التبرؤ من الشرك وعقد القلب على الإيمان. وخلى عن الشئ: أرسله، وخلى سبيله فهو مخلى عنه، ورأيته مخليا، قال الشاعر:
ما لي أراك مخليا، أين السلاسل والقيود؟
أغلا الحديد بأرضكم أم ليس يضبطك الحديد؟
وخلى فلان مكانه إذا مات، قال:
فإن يك عبد الله خلى مكانه، فما كان وقافا ولا متنطقا قال ابن الأعرابي: خلا فلان إذا مات، وخلا إذا أكل الطيب، وخلا إذا تعيد، وخلا إذا تبرأ من ذنب قرف به. ويقال: لا أخلى الله مكانك، تدعو له بالبقاء.
وخلا: كلمة من حروف الاستثناء تجر ما بعدها وتنصبه، فإذا قلت ما خلا زيدا فالنصب لا غير. الليث: يقال ما في الدار أحد خلا زيدا وزيد، نصب وجر، فإذا قلت ما خلا زيدا فانصب فإنه قد بين الفعل. قال الجوهري: تقول جاؤوني خلا زيدا، تنصب بها إذا جعلتها فعلا وتضمر فيها الفاعل كأنك قلت خلا من جاءني من زيد، قال ابن بري:
صوابه خلا بعضهم زيدا، فإذا قلت خلا زيد فجررت فهو عند بعض النحويين حرف جر بمنزلة حاشى، وعند بعضهم مصدر مضاف، وأما ما خلا فلا يكون بعدها إلا النصب، تقول جاؤوني ما خلا زيدا لأن خلا لا تكون بعد ما إلا صلة لها، وهي معها مصدر، كأنك قلت جاؤوني خلو زيد أي خلوهم من زيد. قال ابن بري: ما المصدرية لا توصل بحرف الجر، فدل أن خلا فعل.
وتقول: ما أردت مساءتك خلا أني وعظتك، معناه إلا أني وعظتك، وأنشد:
خلا الله لا أرجو سواك، وإنما أعد عيالي شعبة من عيالكا وفي المثل: أنا من هذا الأمر كفالج بن خلاوة أي برئ خلاء، وهو مذكور في حرف الجيم.
وخلاوة: اسم رجل مشتق من ذلك. وبنو خلاوة: بطن من أشجع، وهو خلاوة بن سبيع بن بكر ابن أشجع، قال أبو الربيس التغلبي:
خلاوية إن قلت جودي، وجدتها نوار الصبا قطاعة للعلائق وقال أبو حنيفة: الخلوتان شفرتا النصل، واحدتهما خلوة.
وقولهم: افعل كذا وخلاك ذم أي أعذرت وسقط عنك الذم، قال عبد الله بن رواحة:
فشأنك فانعمي، وخلاك ذم، ولا أرجع إلى أهل ورائي وفي حديث علي، رضوان الله عليه: وخلاكم ذم ما لم تشردوا، هو من ذلك.
والخلى: الرطب من النبات، واحدته خلاة. الجوهري: الخلي الرطب من الحشيش. قال ابن بري: يقال الخلي الرطب، بالضم لا غير، فإذا قلت الرطب من الحشيش فتحت لأنك تريد ضد
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست