لسان العرب - ابن منظور - ج ١٢ - الصفحة ١٠٦
فعفا من تعبه وذهب إعياؤه، وأجمه هو. وجم الفرس يجم ويجم جماما: ترك الضراب فتجمع ماؤه. وجمام الفرس وجمامه: ما اجتمع من مائه. وأجم الفرس إذا ترك أن يركب، على ما لم يسم فاعله، وجم وفرس جموم إذا ذهب منه إحضار جاءه إحضار، وكذلك الأنثى، قال النمر ابن تولب: جموم الشد شائلة الذنابى، تخال بياض غرتها سراجا قوله شائلة الذنابى يعني أنها ترفع ذنبها في العدو.
واستجم الفرس والبئر أي جم. ويقال: أجم نفسك يوما أو يومين أي أرحها، وفي الصحاح: أجمم نفسك. ويقال: إني لأستجم قلبي بشئ من اللهو لأقوى به على الحق. وفي حديث طلحة: رمى إلي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بسفرجلة وقال دونكها فإنها تجم الفؤاد أي تريحه، وقيل: تجمعه وتكمل صلاحه ونشاطه، ومنه حديث عائشة في التلبينة: فإنها تجم فؤاد المريض، وحديثها الآخر:
فإنها مجمة أي مظنة الاستراحة. وفي حديث الحديبية: وإلا فقد جموا أي استراحوا وكثروا. وفي حديث أبي قتادة: فأتى الناس الماء جامين رواء أي مستريحين قد رووا من الماء. وفي حديث ابن عباس: لأصبحنا غدا حين ندخل على القوم وبنا جمامة أي راحة وشبع وري. وفي حديث عائشة: بلغها أن الأحنف قال شعرا يلومها فيه فقالت: سبحان الله لقد استفرغ حلم الأحنف هجاؤه إياي، ألي كان يستجم مثابة سفهه؟ أرادت أنه كان حليما عن الناس فلما صار إليها سفه، فكأنه كان يجم سفهه لها أي يريحه ويجمعه. ومنه حديث معاوية: من أحب أن يستجم له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار أي يجتمعون له في القيام عنده ويحبسون أنفسهم عليه، ويروى بالخاء المعجمة، وسنذكره.
والمجم: الصدر لأنه مجتمع لما وعاه من علم وغيره، قال تميم بن مقبل:
رحب المجم إذا ما الأمر بيته، كالسيف ليس به فل ولا طبع ابن الأعرابي: فلان واسع المجم إذا كان واسع الصدر رحب الذراع، وأنشد:
رب ابن عم، ليس بابن عم، بادي الضغين ضيق المجم ويقال: إنه لضيق المجم إذا كان ضيق الصدر بالأمور، وأنشد ابن الأعرابي:
وما كنت أخشى أن في الحد ريبة، وإن كان مردود السلام يضير وقفنا فقلناها السلام عليكم، فأنكرها ضيق المجم غيور أي ضيق الصدر. ورجل رحب الجمم: واسع الصدر.
وأجم العنب: قطع كل ما فوق الأرض من أغصانه، هذه عن أبي حنيفة.
والجمام والجمام والجمام والجمم: الكيل إلى رأس المكيال، وقيل: جمامه طفافه وإناء جمام: بلغ الكيل جمامه، ويقال: أجممت الإناء (* قوله ويقال اجممت الاناء وكذلك جممته وجممته مثقلا ومخففا كما في القاموس). وقال أبو زيد: في الإناء جمامه وجمه.
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست