لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٥٨٧
بوزن طمر أي قوي عظيم. والعفرية المصحح والنفرية اتباع، الأزهري: التاء زائدة وأصلها هاء، والكلمة ثلاثية أصلها عفر وعفرية، وقد ذكرها الأزهري في الرباعي أيضا، ومما وضع به ابن سيده من أبي عبيد القاسم بن سلام قوله في المصنف: العفرية مثال فعللة، فجعل الياء أصلا، والياء لا تكون أصلا في بنات الأربعة.
والعفر: الشجاع الجلد، وقيل: الغليظ الشديد، والجمع أعفار وعفار، قال:
خلا الجوف من أعفار سعد فما به، لمستصرخ يشكو التبول، نصير والعفرنى: الأسد، وهو فعلنى، سمي بذلك لشدته. ولبوة عفرنى أيضا أي شديدة، والنون للإلحاق بسفرجل. وناقة عفرناة أي قوية، قال عمر ابن لجإ التيمي يصف إبلا:
حملت أثقالي مصمماتها غلب الذفارى وعفرنياتها الأزهري: ولا يقال جمل عفرنى، قال ابن بري وقبل هذه الأبيات:
فوردت قبل إني ضحائها، تفرش الحيات في خرشائها تجر بالأهون من إدنائها، جر العجوز جانبي خفائها قال: ولما سمعه جرير ينشد هذه الأرجوزة إلى أن بلغ هذا البيت قال له:
أسأت وأخفقت قال له عمر: فكيف أقول؟ قال: قل:
جر العروس الثني من ردائها فقال له عمر: أنت أسوأ حالا مني حيث تقول:
لقومي أحمى للحقيقة منكم، وأضرب للجبار، والنقع ساطع وأوثق عند المردفات عشية لحاقا، إذا ما جرد السيف لامع والله إن كن ما أدركن إلا عشاء ما أدركن حتى نكحن، والذي قاله جرير: عند المرهفات، فغيره عمر، وهذا البيت هو سبب التهاجي بينهما، هذا ما ذكره ابن بري وقد ترى قافية هذه الأرجوزة كيف هي، والله تعالى أعلم.
وأسد عفر وعفرية وعفارية وعفريت وعفرنى: شديد قوي، ولبوءة عفرناة إذا كانا جريئين، وقيل: العفرناة الذكر والأنثى، إما أن يكون من العفر الذي هو التراب، وإما أن يكون من العفر الذي هو الاعتفار، وإما أن يكون من القوة والجلد. ويقال: اعتفره الأسد إذا فرسه.
وليث عفرين تسمي به العرب دويبة مأواها التراب السهل في أصول الحيطان، تدور دوارة ثم تندس في جوفها، فإذا هيجت رمت بالتراب صعدا. وهي من المثل التي لم يجدها سيبويه. قال ابن جني: أما عفرين فقد ذكر سيبويه فعلا كطمر وحبر فكأنه ألحق علم الجمع كالبرحين والفتكرين إلا أن بينهما فرقا، وذلك أن هذا يقال فيه البرحون والفتكرون، ولم يسمع في عفرين في الرفع، بالياء، وإنما سمع في موضع الجر، وهو قولهم: ليث عفرين، فيجوز أن يقال فيه في الرفع هذا عفرون، لكن لو سمع في موضع الرفع بالياء لكان أشبه بأن يكون فيه النظر، فأما وهو في موضع الجر فلا تستنكر فيه الياء. وليث عفرين: الرجل الكامل ابن الخمسين، ويقال:
(٥٨٧)
مفاتيح البحث: البول (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 582 583 584 585 586 587 588 589 590 591 592 ... » »»
الفهرست