ما أعده ليوقع فيه آخر. والعاثور من الأرضين: المهلكة، قال ذو الرمة:
ومرهوبة العاثور ترمي بركبها إلى مثله، حرف بعيد مناهله وقال العجاج:
وبلدة كثيرة العاثور يعني المتالف، ويروى: مرهوبة العاثور، وهذا البيت نسبه الجوهري لرؤبة، قال ابن بري: هو للعجاج، وأول القصيدة:
جاري لا تستنكري عذيري وبعده:
زوراء تمطو في بلاد زور والزوراء: الطريق المعوجة، وذهب يعقوب إلى أن الفاء في عافور بدل من الثاء في عاثور، وللذي ذهب إليه وجه، قال: إلا أنا إذا وجدنا للفاء وجها نحملها فيه على أنه أصل لم يجز الحكم بكونها بدلا فيه إلا على قبح وضعف تجويز وذلك أنه يجوز أن يكون قولهم وقعوا في عافور. فاعولا من العفر، لأن العفر من الشدة أيضا، ولذلك قالوا عفريت لشدته. والعاثور: حفرة تحفر للأسد ليقع فيها للصيد أو غيره. والعاثور: البئر، وربما وصف به، قال بعض الحجازيين:
ألا ليت شعري، هل أبيتن ليلة، وذكرك لا يسري إلي كما يسري؟
وهل يدع الواشون إفساد بيننا، وحفر الثأى العاثور من حيث لا ندري؟
وفي الصحاح: وحفرا لنا العاثور، قال ابن سيده: يكون صفة ويكون بدلا. الأزهري: يقول هل أسلو عنك حتى لا أذكرك ليلا إذا خلوت وأسلمت لما بي؟ والعاثور ضربه مثلا لما يوقعه فيه الواشي من الشر، وأما قوله أنشده ابن الأعرابي:
فهل تفعل الأعداء إلا كفعلهم، هوان السراة وابتغاء العواثر؟
فقد يكون جمع عاثور وحذف الياء للضرورة، ويكون جمع خد عاثر.
والعثر: الاطلاع على سر الرجل. وعثر على الأمر يعثر عثرا وعثورا: اطلع. وأعثرته عليه: أطلعته. وفي التنزيل العزيز:
وكذلك أعثرنا عليهم، أي أعثرنا عليهم غيرهم، فحذف المفعول، وقال تعالى: فإن عثر على أنهما استحقا إثما، معناه فإن اطلع على أنهما قد خانا. وقال الليث: عثر الرجل يعثر عثورا إذا هجم على أمر لم يهجم عليه غيره. وعثر العرق، بتخفيف الثاء:
ضرب، عن اللحياني. والعثير، بتسكين الثاء، والعثيرة: العجاج الساطع، قال:
ترى لهم حول الصقعل عثيره يعني الغبار، والعثيرات: التراب، حكاه سيبويه. ولا تنل في العثير التراب عثيرا لأنه ليس في الكلام فعيل، بفتح الفاء، إلا ضهيد، وهو مصنوع، معناه الصلب الشديد. والعيثر: كالعثير، وقيل:
هو كل ما قلبت من تراب أو مدر أو طين بأطراف أصابع رجليك، إذا مشيت لا يرى من القدم أثر غيره، فيقال: ما رأيت له أثرا ولا عيثرا.
والعيثر والعثبير: الأثر الخفي، مثال الغيهب. وفي المثل:
ماله أثر ولا عثير، ويقال: ولا عيثر، مثال فيعل، أي لا يعرف راجلا فيتبين أثره ولا فارسا فيثير الغبار فرسه، وقيل:
العيثر أخفى