لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٥٣٥
وكذلك قول ذي الرمة:
حتى كأن رياض القف ألبسها، من وشي عبقر، تجليل وتنجيد قال ابن الأثير: عبقر قرية تسكنها الجن فيما زعموا، فكلما رأوا شيئا فائقا غريبا مما يصعب عمله ويدق أو شيئا عظيما في نفسه نسبوه إليها فقالوا: عبقري، اتسع فيه حتى سمي به السيد والكبير. وفي الحديث: أنه كان يسجد على عبقري، وهي هذه البسط التي فيها الأصباغ والنقوش، حتى قالوا ظلم عبقري، وهذا عبقري قوم للرجل القوي، ثم خاطبهم الله تعالى بما تعارفوه: فقال عبقري حسان، وقرأه بعضهم: عباقري، وقال: أراد جمع عبقري، وهذا خطأ لأن المنسوب لا يجمع على نسبته ولا سيما الرباعي، لا يجمع الخثعمي بالخثاعمي ولا المهلبي بالمهالبي، ولا يجوز ذلك إلا أن يكون نسب إلى اسم على بناء الجماعة بعد تمام الاسم نحو شئ تنسبه إلى حضاجر فتقول حضاجري، فينسب كذلك إلى عباقر فيقال عباقري، والسراويل ونحو ذلك كذلك، قال الأزهري: وهذا قول حذاق النحويين الخليل وسيبويه والكسائي، قال الأزهري: وقال شمر قرئ عباقري، بنصب القاف، وكأنه منسوب إلى عباقر. قال الفراء: العبقري الطنافس الثخان، واحدتها عبقرية، والعبقري الديباج، ومنه حديث عمر: أنه كان يسجد على عبقري. قيل: هو الديباج، وقيل: البسط الموشية، وقيل: الطنافس الثخان، وقال قتادة: هي الزرابي، وقال سعيد بن جبير: هي عتاق الزرابي، وقد قالوا عباقر ماء لبني فزارة، وأنشد لابن عنمة:
أهلي بنجد ورحلي في بيوتكم، على عباقر من غورية العلم قال ابن سيده: والعبقري والعباقري ضرب من البسط، الواحدة عبقرية. قال: وعبقر قرية باليمن توشى فيها الثياب والبسط، فثيابها أجود الثياب فصارت مثلا لكل منسوب إلى شئ رفيع، فكلما بالغوا في نعت شئ متناه نسبوه إليه، وقيل: إنما ينسب إلى عبقر الذي هو موضع الجن، وقال أبو عبيد: ما وجدنا أحدا يدري أين هذه البلاد ولا متى كانت. ويقال: ظلم عبقري ومال عبقري ورجل عبقري كامل. وفي الحديث: أنه قص رؤيا رآها وذكر عمر فيها فقال: فلم أر عبقريا يفري فريه، قال الأصمعي: سألت أبا عمرو بن العلاء عن العبقري، فقال: يقال هذا عبقري قوم، كقولك هذا سيد قوم وكبيرهم وشديدهم وقويهم ونحو ذلك. قال أبو عبيد: وإنما أصل هذا فيما يقال أنه نسب إلى عبقر، وهي أرض يسكنها الجن، فصارت مثلا لكل منسوب إلى شئ رفيع، وقال زهير:
بخيل عليها جنة عبقرية، جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا وقال: أصل العبقري صفة لكل ما بولغ في وصفه، وأصله أن عبقر بلد يوشى فيه البسط وغيرها، فنسب كل شئ جيد إلى عبقر.
وعبقري القوم: سيدهم، وقيل: العبقري الذي ليس فوقه شئ، والعبقري: الشديد، والعبقري: السيد من الرجال، وهو الفاخر من الحيوان والجوهر. قال ابن سيده: وأما عبقر فقيل أصله عبيقر، وقيل:
عبقور فحذفت الواو، وقال: وهو ذلك الموضع نفسه.
(٥٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 ... » »»
الفهرست