لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٤٨٦
وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قيل له: أنرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: أتضارون في رؤية الشمس في غير سحاب؟
قالوا: لا، قال: فإنكم لا تضارون في رؤيته تبارك وتعالى، قال أبو منصور: روي هذا الحرف بالتشديد من الضر، أي لا يضر بعضكم بعضا، وروي تضارون، بالتخفيف، من الضير. ومعناهما واحد، ضاره ضيرا فضره ضرا، والمعنى لا يضار بعضكم بعضا في رؤيته أي لا يضايقه لينفرد برؤيته. والضرر: الضيق، وقيل: لا تضارون في رؤيته أي لا يخالف بعضكم بعضا فيكذبه. يقال:
ضاررت الرجل ضرارا ومضارة إذا خالفته، قال الجوهري: وبعضهم يقول لا تضارون، بفتح التاء، أي لا تضامون، ويروى لا تضامون في رؤيته أي لا ينضم بعضكم إلى بعض فيزاحمه ويقول له:
أرنيه، كما يفعلون عند، النظر إلى الهلال، ولكن ينفرد كل منهم برؤيته، ويروى: لا تضامون، بالتخفيف، ومعناه لا ينالكم ضيم في رؤيته أي ترونه حتى تستووا في الرؤية فلا يضيم بعضكم بعضا. قال الأزهري: ومعاني هذه الألفاظ، وإن اختلفت، متقاربة، وكل ما روي فيه فهو صحيح ولا يدفع لفظ منها لفظا، وهو من صحاح أخبار سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وغررها ولا ينكرها إلا مبتدع صاحب هوى، وقال أبو بكر: من رواه: هل تضارون في رؤيته، معناه هل تتنازعون وتختلفون، وهو تتفاعلون من الضرار، قال: وتفسير لا تضارون لا يقع بكم في رؤيته ضر، وتضارون، بالتخفيف، من الضير، وهو الضر، وتضامون لا يلحقكم في رؤيته ضيم، وقال ابن الأثير: روي الحديث بالتخفيف والتشديد، فالتشديد بمعنى لا تتخالفون ولا تتجادلون في صحة النظر إليه لوضوحه وظهوره، يقال: ضارة يضاره مثل ضره يضره، وقيل: أراد بالمضارة الاجتماع والازدحام عند النظر إليه، وأما التخفيف فهو من الضير لغة في الضر، والمعنى فيه كالأول، قال ابن سيده: وأما من رواه لا تضارون في رؤيته على صيغة ما لم يسم فاعله فهو من المضايقة، أي لا تضامون تضاما يدنو به بعضكم من بعض فتضايقون.
وضرة المرأة: امرأة زوجها. والضرتان: امرأتا الرجل، كل واحدة منهما ضرة لصاحبتها، وهو من ذلك، وهن الضرائر، نادر، قال أبو ذؤيب يصف قدورا:
لهن نشيج بالنضيل كأنها ضرائر جرمي، تفاحش غارها وهي الضر. وتزوج على ضر وضر أي مضارة بين امرأتين، ويكون الضر للثلاث. وحكى كراع: تزوجت المرأة على ضركن لها، فإذا كان كذلك فهو مصدر على طرح الزائد أو جمع لا واحد له. والإضرار: التزويج على ضرة، وفي الصحاح: أن يتزوج الرجل على ضرة، ومنه قيل: رجل مضر وامرأة مضر.
والضر، بالكسر: تزوج المرأة على ضرة. يقال: نكحت فلانة على ضر أي على امرأة كانت قبلها. وحكى أبو عبد الله الطوال:
تزوجت المرأة على ضر وضر، بالكسر والضم. وامرأة مضر أيضا: لها ضرائر، يقال فلان صاحب ضر، ويقال: امرأة مضر إذا كان لها ضرة، ورجل مضر إذا كان له ضرائر، وجمع الضرة ضرائر. والضرتان: امرأتان للرجل، سميتا ضرتين لأن كل زاحدة منهما تضار
(٤٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 481 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 ... » »»
الفهرست