لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٣٩٠
ذؤيب يرسله إلى محبوبته فأفسدها عليه فعاتبه أبو ذؤيب في أبيات كثيرة فقال له خالد:
فإن التي فينا زعمت ومثلها لفيك، ولكني أراك تجورها تنقذتها من عند وهب بن جابر، وأنت صفي النفس منه وخيرها فلا تجزعن من سنة أنت سرتها، فأول راض سنة من يسيرها يقول: أنت جعلتها سائرة في الناس. وقال أبو عبيد: سار الشئ وسرته، فعم، وأنشد بيت خالد بن زهير. والسيرة: الطريقة. يقال: سار بهم سيرة حسنة. والسيرة: الهيئة. وفي التنزيل العزيز:
سنعيدها سيرتها الأولى. وسير سيرة: حدث أحاديث الأوائل. وسار الكلام والمثل في الناس: شاع. ويقال: هذا مثل سائر، وقد سير فلان أمثالا سائرة في الناس. وسائر الناس: جميعهم. وسار الشئ: لغة في سائره. وساره، يجوز أن يكون من الباب لسعة باب س ي ر وأن يكون من الواو لأنها عين، وكلاهما قد قيل، قال أبو ذؤيب يصف ظبية: وسود ماء المرد فاها، فلونه كلون النؤور، وهي أدماء سارها أي سائرها، التهذيب: وأما قوله:
وسائر الناس همج فإن أهل اللغة اتفقوا على أن معنى سائر في أمثال هذا الموضع بمعنى الباقي، من قولك أسأرت سؤرا وسؤرة إذا أفضلتها.
وقولهم: سر عنك أي تغافل واحتمل، وفيه إضمار كأنه قال: سر ودع عنك المراء والشك.
والسيرة: الميرة. والاستيار: الامتيار، قال الراجز:
أشكو إلى الله العزيز الغفار، ثم إليك اليوم، بعد المستار ويقال: المستار في هذا البيت مفتعل من السير، والسير:
ما يقد من الجلد، والجمع السيور. والسير: ما قد من الأديم طولا. والسير: الشراك، وجمعه أسيار وسيور وسيورة. وثوب مسير وشيه: مثل السيور، وفي التهذيب: إذا كان مخططا. وسير الثوب والسهم: جعل فيه خطوطا. وعقاب مسيرة: مخططة.
والسيراء والسيرار: ضرب من البرود، وقيل: هو ثوب مسير فيه خطوط تعمل من القز كالسيور، وقيل: برود يخالطها حرير، قال الشماخ:
فقال إزار شرعبي وأربع من السيراء، أو أواق نواجز وقيل: هي ثياب من ثياب اليمن. والسيراء: الذهب، وقيل: الذهب الصافي. الجوهري: والسيراء، بكسر السين وفتح الياء والمد: برد فيه خطوط صفر، قال النابغة:
صفراء كالسيراء أكمل خلقها، كالغصن، في غلوائه، المتأود وفي الحديث: أهدى إليه أكيدر دومة حلة سيراء، قال ابن الأثير: هو نوع من البرود يخالطه حرير كالسيور، وهو فعلاء من السير القد، قال: هكذا روي على هذه الصفة، قال: وقال بعض
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»
الفهرست