لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٣٨٣
ابن سيده: قمر سنمار مضئ، حكي عن ثعلب.
وسنمار: اسم رجل أعجمي، قال الشاعر:
جزتنا بنو سعد بحسن فعالنا، جزاء سنمار وما كان ذا ذنب وحكي فيه السنمار بالألف واللام. قال أبو عبيد: سنمار اسم إسكاف بنى لبعض الملوك قصرا، فلما أتمه أشرف به على أعلاه فرماه منه غيرة منه أن يبنى لغيره مثله، فضرب ذلك مثلا لكل من فعل خيرا فجوزي بضده. وفي التهذيب: من أمثال العرب في الذي يجازي المحسن بالسوأى قولهم: جزاه جزاء سنمار، قال أبو عبيد: سنمار بناء مجيد رومي فبنى الخورنق الذي بظهر الكوفة للنعمان بن المنذر، وفي الصحاح: للنعمان بن امرئ القيس، فلما نظر إليه النعمان كره أن يعمل مثله لغيره، فلما فرغ منه ألقاه من أعلى الخورنق فخر ميتا، وقال يونس: السنمار من الرجال الذي لا ينام بالليل، وهو اللص في كلام هذيل، وسمي اللص سنمارا لقلة نومه، وقد جعله كراع فنعلالا، وهو اسم رومي وليس بعربي لأن سيبويه نفى أن يكون في الكلام سفرجال، فأما سرطراط عنده ففعلعال من السرط الذي هو البلع، ونظيره من الرومية سجلاط، وهو ضرب من الثياب.
* سهر: السهر: الأرق. وقد سهر، بالكسر، يسهر سهرا، فهو ساهر: لم ينم ليلا، وهو سهران وأسهره غيره. ورجل سهرة مثال همزة أي كثير السهر، عن يعقوب. ومن دعاء العرب على الإنسان: ما له سهر وعبر. وقد أسهرني الهم أو الوجع، قال ذو الرمة ووصف حميرا وردت مصايد:
وقد أسهرت ذا أسهم بات جاذلا، له فوق زجي مرفقيه وحاوح الليث: السهر امتناع النوم بالليل. ورجل سهار العين: لا يغلبه النوم، عن اللحياني. وقالوا: ليل ساهر أي ذو سهر، كما قالوا ليل نائم، وقول النابغة:
كتمتك ليلا بالجمومين ساهرا، وهمين: هما مستكنا وظاهرا يجوز أن يكون ساهرا نعتا لليل جعله ساهرا على الاتساع، وأن يكون حالا من التاء في كتمتك، وقول أبي كبير:
فسهرت عنها الكالئين، فلم أنم حتى التفت إلى السماك الأعزل أراد سهرت معهما حتى ناما. وفي التهذيب: السهار والسهاد، بالراء والدال.
والساهرة: الأرض، وقيل: وجهها. وفي التنزيل: فإذا هم بالساهرة، وقيل: الساهرة الفلاة، قال أبو كبير الهذلي:
يرتدن ساهرة، كأن جميما وعميمها أسداف ليل مظلم وقيل: هي الأرض التي لم توطأ، وقيل: هي أرض يجددها الله يوم القيامة.
الليث: الساهرة وجه الأرض العريضة البسيطة. وقال الفراء: الساهرة وجه الأرض، كأنها سميت بهذا الاسم لأن فيها الحيوان نومهم وسهرهم، وقال ابن عباس: الساهرة الأرض، وأنشد:
وفيها لحم ساهرة وبحر، وما فاهوا به لهم مقيم وساهور العين: أصلها ومنبع مائها، يعني عين الماء،
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»
الفهرست