لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٣١٥
* زبر: الزبر: الحجارة. وزبره بالحجارة: رماه بها. والزبر:
طي البئر بالحجارة، يقال: بئر مزبورة. وربر البئر زبرا:
طواها بالحجارة، وقد ثناه بعض الأغفال وإن كان جنسا فقال:
حتى إذا حبل الدلاء انحلا، وانقاض زبرا حاله فابتلا وما له زبر أي ما له رأي، وقيل: أي ما له عقل وتماسك، وهو في الأصل مصدر، وما له زبر وضعوه على المثل، كما قالوا: ما له جول.
أبو الهيثم: يقال للرجل الذي له عقل ورأي: له زبر وجول، ولا زبر له ولا جول. وفي حديث أهل النار: وعد منهم الضعيف الذي لا زبر له أي لا عقل له يزبره وينهاه عن الإقدام على ما لا ينبغي.
وأصل الزبر: طي البئر إذا طويت تماسكت واستحكمت، واستعار ابن أحمر الزبر للريح فقال:
ولهت عليه كل معصفة هوجاء، ليس للبها زبر وإنما يريد انحرافها وهبوبها وأنها لا تستقيم على مهب واحد فهي كالناقة الهوجاء، وهي التي كأن بها هوجا من سرعتها. وفي الحديث:
الفقير الذي ليس له زبر، أي عقل يعتمد عليه. والزبر: الصبر، يقال: ما له زبر ولا صبر. قال ابن سيده: هذه حكاية ابن الأعرابي، قال:
وعندي أن الزبر ههنا العقل. ورجل زبير: رزين الرأي.
والزبر: وضع البنيان بعضه على بعض.
وزبرت الكتاب وذبرته: قرأته. والزبر: الكتابة. وزبر الكتاب يزبره ويزبره زبرا: كتبه، قال: وأعرفه النقش في الحجارة، وقال يعقوب: قال الفراء: ما أعرف تزبرتي، فإما أن يكون هذا مصدر زبر أي كتب، قال: ولا أعرفها مشددة، وإما أن يكون اسما كالتنبية لمنتهى الماء والتودية للخشبة التي يشد بها خلف الناقة، حكاها سيبويه. وقال أعرابي: إني لا أعرف تزبرتي أي كتابتي وخطي. وزبرت الكتاب إذا أتقنت كتابته. والزبر:
الكتاب، والجمع زبور مثل قدر وقدور، ومنه قرأ بعضهم: وآتينا داود زبورا. والزبور: الكتاب المزبور، والجمع زبر، كما قالوا رسول ورسل. وإنما مثلته به لأن زبورا ورسولا في معنى مفعول، قال لبيد:
وجلا السيول عن الطلول كأنها زبر، تخد متونها أقلامها وقد غلب الزبور على صحف داود، على نبينا وعليه الصلاة والسلام.
وكل كتاب: زبور، قال الله تعالى: ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر، قال أبو هريرة: الزبور ما أنزل على داود من بعد الذكر من بعد التوراة. وقرأ سعيد بن جبير: في الزبور، بضم الزاي، وقال:
الزبور التوراة والإنجيل والقرآن، قال: والذكر الذي في السماء، وقيل:
الزبور فعول بمعنى مفعول كأنه زبر أي كتب.
والمزبر، بالكسر: القلم. وفي حديث أبي بكر، رضي الله عنه: أنه دعا في مرضه بدواة ومزبر فكتب اسم الخليفة بعده، والمزبر: القلم.
وزبره يزبره، بالضم، عن الأمر زبرا: نهاه وانتهره. وفي الحديث: إذا رددت على السائل ثلاثا فلا عليك اين تزبره أي تنهره وتغلظ له في القول والرد والزبر، بالفتح: الزجر والمنع لأن من زبرته عن الغي فقد أحكمته كزبر البئر بالطي.
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست