لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ٢٧٩
خاضعة لله ساجدة. وروي عن ابن عباس أنه قال: الكافر يسجد لغير الله وظله يسجد لله. قال الزجاج: وتأويل الظل الجسم الذي عنه الظل. وفي قوله تعالى: سيدخلون جهنم داخرين، قال في الحديث: الداخر الذليل المهان.
* دخدر: الدخدار: ثوب أبيض مصون. وهو بالفارسية تخت دار أي يمسكه التخت أي ذو تخت، قال الكميت يصف سحابا:
تجلو البوارق عنه صفح دخدار والدخدار: ضرب من الثياب نفيس، وهو معرب الأصل فيه تختار أي صين في التخت، وقد جاء في الشعر القديم.
* ددر: الدودرى: العظيم الخصيتين، لم يستعمل إلا مزيدا إذ لا يعرف في الكلام مثل ددر.
* درر: در اللبن والدمع ونحوهما يدر ويدر درا ودرورا، وكذلك الناقة. ذا حلبت فأقبل منها على الحالب شئ كثير قيل: درت، وإذا اجتمع في الضرع من العروق وسائر الجسد قيل: در اللبن.
والدرة، بالكسر: كثرة اللبن وسيلانه. وفي حديث خزيمة: غاضت لها الدرة، وهي اللبن إذا كثر وسال، واستدر اللبن والدمع ونحوهما: كثر، قال أبو ذؤيب:
إذا نهضت فيه تصعد نفرها، كقتر الغلاء، مستدر صيابها استعار الدر لشدة دفع السهام، والاسم الدرة والدرة، ويقال:
لا آتيك ما اختلفت الدرة والجرة، واختلافهما أن الدرة تسفل والجرة تعلو.
والدر: اللبن ما كان، قال:
طوى أمهات الدر، حتى كأنها فلافل هندي، فهن لزوق أمهات الدر: الأطباء. وفي الحديث: أنه نهى عن ذبح ذوات الدر أي ذوات اللبن، ويجوز أن يكون مصدر در اللبن إذا جرى، ومنه الحديث: لا يحبس دركم، أي ذوات الدر، أراد أنها لا تحشر إلى المصدق ولا تحبس عن المرعى إلى أن تجتمع الماشية ثم تعد لما في ذلك من الإضرار بها. ابن الأعرابي: الدر العمل من خير أو شر، ومنه قولهم: لله درك، يكون مدحا ويكون ذما، كقولهم: قاتله الله ما أكفره وما أشعره. وقالوا: لله درك أي لله عملك يقال هذا لمن يمدح ويتعجب من عمله، فإذا ذم عمله قيل: لا در دره وقيل: لله درك من رجل معناه لله خيرك وفعالك، وإذا شتموا قالوا: لا در دره أي لا كثر خيره، وقيل: لله درك أي لله ما خرج منك من خير. قال ابن سيده: وأصله أن رجلا رأى آخر يحلب إبلا فتعجب من كثرة لبنها فقال:
لله درك، وقيل: أراد لله صالح عملك لأن الدر أفضل ما يحتلب، قال بعضهم: وأحسبهم خصوا اللبن لأنهم كانوا يقصدون الناقة فيشربون دمها ويقتطونها فيشربون ماء كرشها فكان اللبن أفضل ما يحتلبون، وقولهم: لا در دره لا زكا عمله، على المثل، وقيل: لا در دره أي لا كثر خيره. قال أبو بكر: وقال أهل اللغة في قولهم لله دره، الأصل فيه أن الرجل إذا كثر خيره وعطاؤه وإنالته الناس قيل: لله دره أي عطاؤه وما يؤخذ منه، فشبهوا عطاءه بدر الناقة ثم كثر استعمالهم حتى صاروا يقولونه لكل متعجب منه، قال الفراء: وربما استعملوه من غير أن يقولوا لله فيقولون: در در فلان ولا در دره، وأنشد:
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»
الفهرست