خمرا أي ساترا بتكاثف شجره، ومنه حديث الدجال: حتى تنتهوا إلى جبل الخمر، قال ابن الأثير: هكذا يروى بالفتح، يعني الشجر الملتف، وفسر في الحديث أنه جبل بيت المقدس لكثرة شجرة، ومنه حديث سلمان: أنه كتب إلى أبي الدرداء: يا أخي، إن بعدت الدار من الدار فإن الروح من الروح قريب، وطير السماء على أرفه خمر الأرض يقع الأرفه الأخصب، يريد أن وطنه أرفق به وأرفه له فلا يفارقه، وكان أبو الدرداء كتب إليه يدعوه إلى الأرض المقدسة. زوفي حديث أبي إدريس الخولاني قال: دخلت المسجد والناس أخمر ما كانوا أي أوفر. ويقال: دخل في خمار الناس (* قوله: في خمار الناس بضم الخاء وفتحها كما في القاموس). أي في دهمائهم، قال ابن الأثير: ويروى بالجيم، ومنه حديث أويس القرني: أكون في خمار الناس أي في زحمتهم حيث أخفى ولا أعرف. وقد خمر عني يخمر خمرا أي خفي وتوارى، فهو خمر. وأخمرته الأرض عني مني وعلي: وارته. وأخمر القوم: تواروا بالخمر. ويقال للرجل إذا ختل صاحبه: هو يدب (* قوله: يدب إلخ ذكره الميداني في مجمع الأمثال وفسر الضراء بالشجر الملتف وبما انخفض من الأرض، عن ابن الأعرابي، والخمر بما واراك من جرف أو حبل رمل، ثم قال: يضرب للرجل يختل صاحبه. وذكر هذا المثل أيضا اللسان والصحاح وغيرهما في ض ر ي وضبطوه بوزن سماء). له الضراء ويمشي له الخمر. ومكان خمر: كثير الخمر، على النسب، حكاه ابن الأعرابي، وأنشد لضباب بن واقد الطهوي:
وجر المخاض عثانينها إذا بركت بالمكان الخمر وأخمرت الأرض: كثر خمرها. ومكان خمر إذا كان كثير الخمر. والخمر: وهدة يختفي فيها الذئب، وأنشد:
فقد جاوزتما خمر الطريق وقول طرفة:
سأحلب عنسا صحن سم فأبتغي به جيرتي، إن لم يجلوا لي الخمر قال ابن سيده: معناه إن لم يبينوا لي الخبر، ويروى يخلوا، فإذا كان كذلك كان الخمر ههنا الشجر بعينه. يقول: إن لم يخلوا لي الشجر أرعاها بإبلي هجوتهم فكان هجائي لم سما، ويروى: سأحلب عيسا، وهو ماء الفحل، ويزعمون أنه سم، ومنه الحديث: ملكه على عربهم وخمورهم، قال ابن الأثير: أي أهل القرى لأنهم مغلوبون مغمورون بما عليهم من الخراج والكلف والأثقال، وقال: كذا شرحه أبو موسى.
وخمر الناس وخمرتهم وخمارهم وخمارهم: جماعتهم وكثرتهم، لغة في غمار الناس وغمارهم أي في زحمتهم، يقال: دخلت في خمرتهم وغمرتهم أي في جماعتهم وكثرتهم.
والخمار للمرأة، وهو النصيف، وقيل: الخمار ما تغطي به المرأة رأسها، وجمعه أخمرة وخمر وخمر. والخمر، بكسر الخاء والميم وتشديد الراء: لغة في الخمار، عن ثعلب، وأنشد:
ثم أمالت جانب الخمر والخمرة: من الخمار كاللحفة من اللحاف. يقال: إنها لحسنة الخمرة. وفي المثل: إن العوان لا تعلم الخمرة أي إن المرأة المجربة لا تعلم كيف تفعل. وتخمرت بالخمار واختمرت: لبسته، وخمرت به رأسها: غطته. وفي حديث أم سلمة: أنه كان يمسح على الخف والخمار،