لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ١٩٢
والطي.
وسنان حشر: دقيق، وقد حشرته حشرا. وفي حديث جابر: فأخذت حجرا من الأرض فكسرته وحشرته، قال ابن الأثير: هكذا جاء في رواية وهو من حشرت السنان إذا دققته، والمشهور بالسين، وقد تقدم.
وحربة حشرة: حديدة. الأزهري في النوادر: حشر فلان في ذكره وفي بطنه، وأحثل فيهما إذا كانا ضخمين من بين يديه. وفي الحديث: نار تطرد الناس إلى محشرهم، يريد به الشام لأن بها يحشر الناس ليوم القيامة. وفي الحديث الآخر: وتحشر بقيتهم إلى النار، أي تجمعهم وتسوقهم.
وفي الحديث: أن وفد ثقيف اشترطوا أن لا يعشروا ولا يحشروا، أي لا يندبون إلى المغازي ولا تضرب عليهم البعوث، وقيل: لا يحشرون إلى عامل الزكاة ليأخذ صدقة أموالهم بل يأخذها في أماكنهم، ومنه حديث صلح أهل نجران: على أن لا يحشروا، وحديث النساء: لا يعشرن ولا يحشرن، يعني للغزاة فإن الغزو لا يجب عليهن.
والحشر من القذذ والآذان: المؤللة الحديدة، والجمع حشور، قال أمية بن أبي عائذ:
مطاريح بالوعث مر الحشو ر، هاجرن رماحة زيزفونا والمحشورة: كالحشر. الليث: الحشر من الآذان ومن قذد ريش السهام ما لطف كأنما بري بريا. وأذن حشرة وحشر:
صغيرة لطيفة مستديرة، وقال ثعلب: دقيقة الطرف، سميت في الأخيرة بالمصدر لأنها حشرت حشرا أي صغرت وألطفت. وقال الجوهري:
كأنها حشرت حشرا أي بريت وحددت، وكذلك غيرها، فرس حشور، والأنثى حشورة. قال ابن سيده: من أفرده في الجمع ولم يؤنث فلهذه العلة، كما قالوا: رجل عدل ونسوة عدل، ومن قال حشرات فعلى حشرة، وقيل: كل لطيف دقيق حشر. قال ابن الأعرابي: يستحب في البعير أن يكون حشر الأذن، وكذلك يستحب في الناقة، قال ذو الرمة:
لها أذن حشر وذفرى لطيفة، وخد كمرآة الغريبة أسجح (* قوله: وخد كمرآة الغريبة في الأساس: يقال وجه كمرآة الغريبة لأنها في غير قومها، فمرآتها مجلوة أبدا لأنه لا ناصح لها في وجهها).
الجوهري: آذان حشر لا يثنى ولا يجمع لأنه مصدر في الأصل مثل قولهم ماء غور وماء سكب، وقد قيل: أذن حشرة، قال النمر بن تولب:
لها أذن حشرة مشرة، كإعليط مرخ إذا ما صفر وسهم محشور وحشر: مستوي قذذ الريش. قال سيبويه: سهم حشر وسهام حشر، وفي شعر هذيل: سهم حشر، فإما أن يكون على النسب كطعم، وإما أن يكون على الفعل توهموه وإن لم يقولوا حشر، قال أبو عمارة الهذلي:
وكل سهم حشر مشوف المشوف: المجلو. وسهم حشر: ملزق جيد القذذ، وكذلك الريش.
وحشر العود حشرا: براه. والحشر: اللزج في القدح من دسم اللبن، وقيل: الحشر اللزج من اللبن كالحشن. وحشر عن الوطب إذا كثر وسخ اللبن عليه فقشر عنه، رواه ابن الأعرابي، وقال ثعلب: إنما هو حشن، وكلاهما على صيغة فعل المفعول.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»
الفهرست