لسان العرب - ابن منظور - ج ٤ - الصفحة ١٨١
الكراع. وأرض حرية: رملية لينة. وبعير حري: يرعى في الحرة، وللعرب حرار معروفة ذوات عدد، حرة النار لبني سليم، وهي تسمى أم صبار، وحرة ليلى وحرة راجل وحرة وأقم بالمدينة وحرة النار لبني عبس وحرة غلاس، قال الشاعر:
لدن غدوة حتى استغاث شريدهم، بحرة غلاس وشلو ممزق والحر، بالضم: نقيض العبد، والجمع أحرار وحرار، الأخيرة عن ابن جني. والحرة: نقيض الأمة، والجمع حرائر، شاذ، ومنه حديث عمر قال للنساء اللاتي كن يخرجن إلى المسجد: لأردنكن حرائر أي لألزمنكن البيوت فلا تخرجن إلى المسجد لأن الحجاب إنما ضرب على الحرائر دون الإماء.
وحرره: أعتقه. وفي الحديث: من فعل كذا وكذا فله عدل محرر، أي أجر معتق، المحرر: الذي جعل من العبيد حرا فأعتق. يقال:
حر العبد يحر حرارة، بالفتح، أي صار حرا، ومنه حديث أبي هريرة: فأنا أبو هريرة المحرر أي المعتق، وحديث أبي الدرداء: شراركم الذين لا يعتق محررهم أي أنهم إذا أعتقوه استخدموه فإذا أراد فراقهم ادعوا رقه (* قوله: ادعوا رقه فهو محرر في معنى مسترق. وقيل إن العرب كانوا إذا أعتقوا عبدا باعوا ولاءه ووهبوه وتناقلوه تناقل الملك، قال الشاعر:
فباعوه عبدا ثم باعوه معتقا، * فليس له حتى الممات خلاص كذا بهامش النهاية). وفي حديث أبي بكر: فمنكم عوف الذي يقال فيه لا حر بوادي عوف، قال: هو عوف بن محلم بن ذهل الشيباني، كان يقال له ذلك لشرفه وعزه، وإن من حل واديه من الناس كانوا له كالعبيد والخول، وسنذكر قصته في ترجمة عوف، وأما ما ورد في حديث ابن عمر أنه قال لمعاوية: حاجتي عطاء المحررين، فإن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إذا جاءه شئ لم يبدأ بأول منهم، أراد بالمحررين الموالي وذلك أنهم قوم لا ديوان لهم وإنما يدخلون في جملة مواليهم، والديوان إنما كان في بني هاشم ثم الذين يلونهم في القرابة والسابقة والإيمان، وكان هؤلاء مؤخرين في الذكر فذكرهم ابن عمر وتشفع في تقديم إعطائهم لما علم من ضعفهم وحاجتهم وتألفا لهم على الإسلام.
وتحرير الولد: أن يفرده لطاعة الله عز وجل وخدمة المسجد. وقوله تعالى: إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني، قال الزجاج:
هذا قول امرأة عمران ومعناه جعلته خادما يخدم في متعبداتك، وكان ذلك جائزا لهم، وكان على أولادهم فرضا أن يطيعوهم في نذرهم، فكان الرجل ينذر في ولده أن يكون خادما يخدمهم في متعبدهم ولعبادهم، ولم يكن ذلك النذر في النساء إنما كان في الذكور، فلما ولدت امرأة عمران مريم قالت: رب إني وضعتها أنثى، وليست الأنثى مما تصلح للنذر، فجعل الله من الآيات في مريم لما أراده من أمر عيسى، عليه السلام، أن جعلها متقبلة في النذر فقال تعالى: فتقبلها ربها بقبول حسن.
والمحرر: النذير. والمحرر: النذيرة، وكان يفعل ذلك بنو إسرائيل، كان أحدهم ربما ولد له ولد فربما حرره أي جعله نذيرة في خدمة الكنيسة ما عاش لا يسعه تركها في دينه. وإنه لحر: بين الحرية والحرورة والحرورية والحرارة والحرار، بفتح الحاء، قال: فلو أنك في يوم الرخاء سألتني فراقك، لم أبخل، وأنت صديق
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست