شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٣ - الصفحة ١١٤
المضارع إذا كان ياء مرفوض مع سكون ما قبله أيضا، بخلاف الاسم، نحو ظبى وآى ورأى، وذلك لثقل الفعل كما ذكرنا، ويجوز أن يقال في هوى أيضا مثله، وهو أن كل أجوف من باب فعل تسكن عينه بقلبها ألفا وجب تسكين عين مضارعه ونقل حركته إلى ما قبله، نحو قال يقول وباع يبيع وطاح يطيح (1) والأصل يطوح فكان يجب أن يقال يهى مشددا في مضارع هاي، ولا يجئ في آخر الفعل المضارع ياء مشددة، لأنه مورد الاعراب مع ثقل الفعل، وأما في الاسم فذلك جائز لخفته، نحو حي، ويجوز كما قدمنا أن نعلل ترك إعلالهم عين طوى وحيى بامتناع إعلال لامهما الذي كان أولى بالاعلال لو انفتح ما قبله، لكونه آخر الكلمة.
قوله " وكثر الادغام في باب حيى " قال سيبويه: الادغام أكثر والأخرى عربية كثيرة (2)، وإنما كان أكثر لان اجتماع المثلين المتحركين مستثقل، ويشترط في جواز الادغام في مثله: أي فيما تحرك حرف العلة فيه، لزوم حركة الثاني، نحو حي، حيا، حيوا، حيت، حيتا، قال:
139 - عيوا بأمرهم كما * عيت ببيضتها الحمامة جعلت لها عودين من * نشم وآخر من ثمامة (3)

(1) انظر (ح 1 ص 81، 115) (2) هذه عبارة سيبويه (ح 2 ص 387) وقد استظهر أبو الحسن الأشموني من عبارة ابن مالك أن مذهبه كون الفك أجود من الادغام مع اعترافه بكونهما فصيحين، وقد علل جواز الوجهين في حيى بأن من أدغم نظر إلى حقيقة الامر فيه، وهي اجتماع مثلين متحركين وحركة ثانيهما لازمة، من فك نظر إلى أن حركة الماضي وإن كانت لازمة فيه إلا أنها كالمفارقة، بسبب عدم وجودها في المضارع، ففارق بهذا نحو شدد يشدد، إذ الحركة في الماضي والمضارع (3) هذا الشاهد من مجزوء الكامل المرفل، وهو لعبيد بن الأبرص من كلمة له يبكى فيها قومه بنى أسد حين قتلهم حجر الكندي أبو امرئ القيس الشاعر لمنعهم الإتاوة التي كان قد فرضها عليهم، وأول هذه الكلمة قوله:
يا عين ما فابكى بنى * أسد فهم أهل الندامة أهل القباب الحمر والنعم * المؤبل والمدامه " ما " زائدة، والقباب: جمع قبة، وكانت لا تكون إلا للرؤساء والاشراف، والنعم: المال الراعي: إبلا أو غيرها، وقيل: يختص بالإبل، والمؤبل: المتخذ للقنية، والمدامة: الخمر. والاستشهاد بالبيت في قوله " عيوا " حيث أدغم المثلين في الفعل المسند لواو الجماعة
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست