وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٦٣
ورحمة المجهود، وحب المساكين، ومجالستهم، والتواضع لهم، فإنه من أفضل العبادات وقصر الامل، وذكر الموت والزهد في الدنيا، فإنك رهين موت، وغرض بلاء، وطريح سقم، وأوصيك يا بني بخشبة الله في سرك وعلانيتك، وإياك ومواطن التهمة، والمجلس المظنون به السوء، فإن قرين السوء في جليسه، وكن لله يا بني ذاكرا، ولنعمائه شاكرا، وللبلاء صابرا، وعن المنكر ناهيا، بالمعروف آمرا، ودار الفاسق لدينك، وأبغضه بقلبك، وزايله بأعمالك، لئلا تكون مثله، وإياك والجلوس في الطرقات، ودع المماراة ومجاراة من لا عقل له، واقصد يا بني في مشيتك واقتصد في معيشتك، والزم الصمت تسلم، وقدم لنفسك تغنم، وتعلم الخير، وكن لله ذاكرا على كل حال، وارحم من أهلك الصغير، ووقر الكبير، ولا تأكل طعاما حتى تتصدق منه قبل أكله، وعليك بالصوم، فإنه زكاة البدن، وجنة لأهله من النار، واحذر جليسك واجتنب عدوك، وعليك بمجالسة أهل الذكر، وأكثر من الدعاء وخالط الناس مخالطة إن مت بكوا عليك، وإن غبت عنهم اشتاقوا إليك، فإني إليك يا بني ناصحا، وهذا فراق بيني وبينك، وأوصيك بأخيك محمدا خيرا، فإنه ابن أبيك، وأنت تعلم حبي له، وأما أخوك الحسين فلا أزيدك الوصاة في حقه، والله خليفتي عليكم، وإياه أسأل أن يصلحكم وأن يكف بأس الطغاة البغاة عنكم، والصبر الصبر حتى ينزل الامر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم قال: يا حسن إذا مت فغسلني وحنطني ببقية حنوط جدك رسول الله وأمك، فإنه من كافور الجنة جاء به جبرائيل يوم مات رسول الله، ولا تغال في كفني، ثم ضعني على السرير، ولا يحمل أحد منكم مقدمه، فإذا رأيتم مقدمه قد ارتفع فارفعوا أنتم مؤخره، فإن الله عز وجل يأمر جبرائيل وميكائيل [أن] يرفعونه، فإذا وضع المقدم فضعوا أنتم مؤخره فإنه موضع قبري، ثم تقدم يا حسن وصل علي وكبر سبعا، واعلم أنه لا يجوز إلا علي ورجل يخرج في آخر
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست