وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ٧٤
ثم قال: يا سودة من هذا الذي قلت فيه هذين البيتين؟ قالت: هو والله زوج البتول فاطمة بنت الرسول، هو والله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، اعلم يا معاوية أني جئته مثل مجيئي لك شاكية إليه من رجل ولاه علينا وجار فينا، فصادفته قائما يريد الصلاة، فعلم حين رآني أني شاكية، فأقبل علي بوجه طلق ورحمة ورفق، وقال لي: ألك حاجة؟ فقلت: نعم يا مولاي.
فأخبرته، فبكى رحمة لي، ثم قال: اللهم إنك تعلم أني لم آمره بظلم، ثم أخرج من جيبه قطعة جلد وكتب فيها (بسم الله الرحمن الرحيم، قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين) (1) فإذا قرأت كتابي هذا فاحفظ ما عندك وما بين يديك من عملك حتى يأتي من بقبضه منك والسلام.
ثم دفع إلي الكتاب وانصرف عنا معزولا، فقال معاوية: اكتبوا لها ما تريد واصرفوها مكرمة غير شاكية.
ورثاه أبو الأسود الدؤلي وقيل لغيره بهذه الأبيات:
[ألا يا عين ويحك فاسعدينا * ألا فابكي أمير المؤمنينا] [وابكي خير من ركب المطايا * وفارسها ومن ركب السفينا] [ومن لبس النعال ومن حداها * ومن قرأ المثاني والمبينا] [ومن صام الهجير وقام ليلا * وناجى الله رب العالمينا] [إماما صادقا برا تقيا * فقيها قد حوى علما ودينا] [شجاعا أشوسا بطلا هماما * ومقداما لآساد العرينا] [زكيا سيدا قرما هزبرا * حميا أروعا بطلا بطينا] [مضى بعد النبي فدته نفسي * أبو حسن وخير الصالحينا] [إذا استقبلت وجه أبي حسين * رأيت البدر راع الناظرينا] (هامش ص 74) (1) سورة الأعراف، الآية: 85. *
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»
الفهرست