وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ١٢٠
[ويوم الحسن الهادي على بغلك أسرعت * تجملت تبغلت وان عشت تفيلت] [وفي بيت رسول الله بالظلم تحكمت * لك التسع من الثمن وبالكل تصرفت] وقال: لولا عهد الحسن إلي بحقن الدماء وأن لا أهرق في أمره ملء محجمة دما، لعلمتم كيف تأخذ السيوف مأخذها منكم، فلقد نقضتم العهد الذي بيننا وبينكم، وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا وشيعتنا.
ثم أنهم ألقوا السلاح وساروا بالحسن إلى البقيع، فجاء مروان بن الحكم بعد كف الفتنة ودخل تحت سرير الحسن وحمل جنازته، فقال له الحسين (ع): أتحمل اليوم سريره وبالأمس كنت تجرعه الغيظ؟ فقال مروان:
كنت أفعل ذلك بمن يوازن حلمه الجبال.
ثم أنهم أوصلوا الحسن (ع) إلى البقيع، ونزل الحسين القبر ومعه عبد الله بن العباس وعبد الله بن جعفر، وألحده الحسين ودفنه وخرج من قبره باكيا حزينا، وهو يقول هذه الأبيات:
[يا قبر سيدنا المجن سماحة * صلى عليك الله يا قبر] [ما ضر قبر أنت ساكنه * أن لا يحل بربعه القطر] ورجع الحسين (ع) إلى منزله وجلس في معزى أخيه الحسن (ع)، وأقبل الناس من كل جانب ومكان يعزونه، وبكته نساء أهل بيته ونساء بني هاشم، وخرجت أم كلثوم، وكانت أكبر أخواتها تجر ذيلها متجللة بطرف ردائها، وهي تنشد وتقول:
أخي حزني عليك اليوم باق * ويومي في التحس مثل أمسي] [أخي والله لا أنساك حتى * أوسد في الثرى وأحل رمسي] [عدمت تصبري فذعنت عني * فأصبح ثاكلا عبري وأمسي] [يذكرني طلوع الشمس صنوي * وأذكره بكل غروب شمس]
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست