وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ١٢٢
غير شاكية في الخير لك، صلوات الله وسلامه عليك يوم تموت ويوم تبعث حيا.
ثم بكى بكاء شديدا وأنشأ يقول:
[سأبكيك ما دامت عيوني فإن تفض * فحسبك مني ما تجن الجوانح] [لئن حسنت فيك المراثي ووصفها * فقد حسنت من قبل فيك المدائح] [كأن لم يمت حي سواك ولم تقم * على أحد إلا عليك النوائح] [فما أنا من رزء وإن جل جازع * ولا بسرور بعد موتك فارح] قال أبو الحسن المدائني: ووصل نعي الحسن من المدينة إلى البصرة في يومين وليلتين، فقال الجارود بن أبي سبرة:
[إذا كان شرا سار يوما وليلة * وإن كان خيرا جرد السير أربعا] [إذا ما بريد الشر أقبل نحونا * بإحدى الدواهي الربد سار وأسرعا] وكان أول من نعى الحسن (ع) بالبصرة عبد الله بن أبي سلمة، نعاه لزياد، فخرج الحكم بن أبي العاص الثقفي فنعاه، فبكى الناس وأبو بكرة يومئذ مريض، فسمع الضجة، فقال: ما هذا؟ فقالت امرأته منسية بنت سجام الثقفية: مات الحسن والحمد لله الذي أراح الناس منه، فقال لها أبو بكرة:
اسكتي ويحك فقد أراحه من شر كثير، وفقد الناس بموته خير كثير. يرحم الله حسنا.
وفي بعض الاخبار أن عبد الله بن العباس كان يوم موت الحسن (ع) بدمشق، فلما وصل نعي الحسن إلى دمشق أقبل معاوية إلى ابن عباس، فقال له معاوية: لا يحزنك الله ولا يسؤك، ثم جرى بينه وبينه كلام أغلظ فيه ابن عباس لمعاوية، فقال له: يا معاوية أصبحت سيد قومك، فقال: أما والحسين حي فلا، فكان ابن عباس يقول: إن أول ذل دخل على العرب موت الحسن،
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست