وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ١٢٤
وكان عمره يوم مات سبع وأربعين سنة وأشهر، أقام منها مع جده رسول الله (ص) سبع سنين، أو ثمان سنين من الهجرة، وقام بالامر بعد أبيه علي بن أبي طالب (ع) وله سبع وثلاثون سنة.
وأقام في خلافته ستة أشهر وثلاثة أيام، وصالح معاوية بن أبي سفيان إحدى وأربعين، وانما صالحه وهاونه خيفة على نفسه وأهل بيته وشيعته، لان جماعة من رؤساء الصحابة كاتبوا معاوية وضمنوا له تسليم الحسن (ع)، ولم يكن فيهم من يأمن غائلته، إلا فرقة قليلة من أهل بيته وشيعته، لا تقوم بقتال أهل الشام.
وبعث إليه معاوية في الصلح وصالحه على شروط كثيرة منها: أن يترك السب عن علي (ع)، وأن يؤمن شيعته ولا يتعرض لأحد، فأجابه معاوية إلى ذلك وكتب كتاب الصلح.
ثم خرج الحسن إلى المدينة وأقام بها عشر سنين، حتى دس إليه معاوية سما على يد زوجته جعدة بنت الأشعث، فانتقل إلى رضوان الله تعالى، فوفى معاوية لها بالمال الذي ضمنه لها وهو مائة ألف درهم، وطلبت منه أن يزوجها من يزيد فأبى، وقال: أخاف أن تفعلي بابني كما فعلت بالحسن، فخلف عليها بعد الحسن رجل من آل طلحة فأولدها، وكان إذا وقع بينه وبين بطون قريش كلام عيروه وقالوا له: يا ابن مسمة الأزواج، وابتلاها الله بجنون ونقص في عقلها إلى أن ماتت لا رحمها الله.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست