على صفة واحدة، لكن أحدهما من الزبرجد الأخضر، والثاني من الياقوت الأحمر، فاستحسنتهما وشاقني حسنهما، فقلت: يا أخي جبرائيل لمن هذان القصران؟ فقال، أحدهما لولدك الحسن، والآخر لولدك الحسين، فقلت:
يا أخي لم لا يكونان على لون واحد؟ فسكت جبرائيل ولم يرد جوابا، فقلت:
لم لا تتكلم؟ فقال: حياء منك يا محمد، فقلت: بالله عليك إلا ما أخبرتني، فقال: أما خضرة قصر الحسن، فإنه يسم ويخضر لونه عند موته، وأما حمرة قصر الحسين، فإنه يقتل ويذبح ويخضب شيبه من بدنه، فعند ذلك بكيا وضج الناس بالبكاء والنحيب.
وحدث عمر بن إسحاق، قال: دخلت أنا ورجل على الحسن نعوده، فقال: يا فلان سلني؟ فقال: لا والله لا أسألك حتى يعافيك الله ثم نسألك، ثم انه دخل إلى الخلاء، ثم خرج إلينا، فقال: سلني قبل أن لا تسألني، قال:
بل يعافيك الله، وأسألك، ثم انه قال: لقد رميت قطعة من كبدي، واني قد سقيت السم مرارا فلم اسق مثل هذه المرة، ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه والحسين عند رأسه، فقال: يا أخي من تتهم؟ فقال: وما ذا تريد منه؟
فقال: لأقتله، فقال: إن يكن، الذي أظنه فالله أشد نقمة منك وأشد تنكيلا، وإن لم يكن فما أحب أن يؤخذ بي برئ، ثم أن الحسين بكى لما رأى من حال أخيه، فقال له الحسن: أتبكي يا أبا عبد الله وأنا الذي يؤتى إلى بالسم فأقضي به، ولكن لا يوم كيومك، يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل يدعون أنهم من أمة جدك فيقتلونك، ويقتلون بنيك وذريتك، ويسبون حريمك، ويسيرون برأسك هدية إلى أطراف البلاد، فاصبر يا أبا عبد الله، فأنت شهيد هذه الأمة، فعليك بتقوى الله، والصبر والتسليم لامره، والتفويض له، لتنال الاجر الذي وعدنا به، فقال له الحسين (ع) ستجدني إن شاء الله صابرا راضيا مسلما له الامر، وأهون علي ما نزل بي أنه بعين الله، فقال له الحسن: وفقت لكل خير يا أبا عبد الله.
ثم أن الحسن (ع) قام في مرضه أربعين يوما، ثم أنه لما تحقق دنو