وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ١٣١
ثم خرج من وقته ذلك، وتوجه إلى عبد الملك بن مروان، حتى قدم عليه في الشام، فوقف ببابه يطلب الاذن، فمر به يحيى ابن أم الحكم، فلما رآه يحيى مال إليه وسلم عليه، وسأله عن قدومه، فأخبره وقال: إني سأنفعك عند عبد الملك، فلما دخل على عبد الملك قال له: لقد أسرع إليك الشيب يا أبا محمد، فقال يحيى بن أم الحكم ما يمنعه يا أمير شيبه أماني أهل العراق لقدوم الركب عليه يمنونه الخلافة، فأقبل إليه الحسن بن الحسن وقال له: بئس الرفد رفدك، ليس الامر كما قلت، ولكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب وعبد الملك يسمع، فأقبل إليه عبد الملك وقال: هلم لما جئت له، فأخبره بقول - الحجاج، فقال: ليس ذلك له، أكتب إليه كتابا لا يتجاوزه، فكتب إليه، ووصل الحسن بصلة فأحسن صلته.
فلما خرج من عنده لحقه يحيى بن أم الحكم، فعاتبه الحسن بن الحسن (ع) على سوء محضره، فقال له: هذا الذي وعدتني من رفدك؟ فقال له يحيى: أيها عليك والله لا يزال يهابك، ولولا هيبتك ما قضى لك حاجة، والله ما أراد بذلك رفدك.
وروي أن الحسن بن الحسن خطب إلى عمه الحسين إحدى ابنتيه، فقال له الحسين: اختر أيهما شئت، فاستحى الحسن ولم يرد جوابا، فقال له الحسين، يا بني إني اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثر شبها بأمي فاطمة بنت محمد، فزوجه بها، وقبض الحسن بن الحسن وله خمس وثلاثون سنة، ولما مات رحمه الله ضربت فاطمة بنت الحسين فسطاطا تقرأ عنده القرآن، وكانت تصوم النهار وتقوم الليل، وكانت تشبه الحور العين لجمالها.
فلما كان رأس السنة، قالت لمواليها: إذ أظلم الليل قوضوا هذا الفسطاط، فلما أظلم الليل سمعت قائلا يقول: هل وجدوا من فقدوا؟ فأجابه آخر: بل يئسوا فانقلبوا، فمضى الحسن بن الحسن ولم يدع الإمامة، ولا ادعاها له مدع.
(١٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 135 136 137 ... » »»
الفهرست