وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ١١٥
مني، فقال: لا والله يا أمير المؤمنين، بل اسمح بنفسي دونك، فقال له:
وفقت لكل خير يا حجر.
وكان الحسن البصري يقول: أربع خصال في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت عليه موبقة عظيمة: انتزاؤه على هذه الأمة بالسفهاء، حتى ابتزها أمرها من غير مشاورة مشير، ولا طاعة أهل الدين، وفيهم بقايا الصحابة وأهل الدين والرأي، وإعادته زياد وقد قال رسول الله: الولد للفراش وللعاهر الحجر، وتوليته ابنه يزيد رقاب المسلمين وهو سكير خمير، يلبس الحرير، ويلعب بالطنابير، وقتله حجر بن عدي وأصحابه، ثم ولي العراق زياد وسلطه على شيعة علي، فما زال زياد يتتبع شيعة علي قتلا ونهبا وغيلة وحبسا وتمثيلا بهم بأنواع العذاب، ثم نادى منادي زياد بالكوفة: إني ممهلكم ثلاثة أيام، ثم أعرض عليكم البراءة من علي بن أبي طالب، فمن أبى ضربت عنقه وقتلت ذويه وأصحابه وأخذت ماله، فأصبحت الشيعة بالكوفة تضج من الحزن والتجأوا إلى الله تعالى، فابتلى الله زياد بقرحة في حلقه فهلك في اليوم الثاني، وعجل الله بروحه إلى النار وبئس القرار.
ثم إنه لما تم الامر لمعاوية عشر سنين، عزم أن يجعل ابنه يزيد ولي عهده، فنظر في نفسه فرأى أن أثقل الناس عليه مؤنة الحسن بن علي وسعد بن أبي وقاص الزهري. أما الحسن فلن تعدل الناس عنه إلى يزيد، لأنه ابن بنت رسول الله. وأما سعد فإنه من الصحابة أحد الستة أصحاب الشورى، فتوصل إلى هلاكهما بكل وجه حتى يخلو له الامر عن منازع ينازعه في ذلك، فأرسل إلى سعد رجلا فدس إليه سما فمات، ثم عزم على هلاك الحسن بن علي فأرسل إلى الأشعث بن قيس وهو قبل ذلك من حزب علي، فولاه أذربيجان، فاقتطع من فئ مال المسلمين مالا وهرب به إلى معاوية وبقي عنده، فاستشاره معاوية في هلاك الحسن، فقال له: الرأي عندي أن ترسل إلى ابنتي جعدة فإنها تحت الحسن وتعطيها مالا جزيلا، وتعدها أن تزوجها من ابنك يزيد،
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست