وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ١١٣
بيت الله ماشيا لم يركب قط، وقد فعل ذلك عشرين سنة.
وروى الكليني مرسلا عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: خرج الحسن إلى مكة، فلما كان في بعض الطريق ورمت قدماه من المشي، فقال له بعض مواليه: لو ركبت يا سيدي لسكن هذا الورم، قال:
كلا إذا أتينا هذا المنزل، فإنه سيستقبلك غلام معه دهنا، فاشتر منه ولا تماكسه، فقال له مولاه: بأبي أنت وأمي ما قدامنا منزل فيه أحد يبيع هذا الدواء، قال: بلى فإنه أمامك دون المنزل، فساروا أميالا، فإذا هم بالغلام، فقال الحسن لمولاه: دونك الرجل خذ منه الدهن وأعطه الثمن، فقال له، الأسود: يا غلام لمن أردت هذا الدهن؟ فقال: للحسن بن علي، فقال:
انطلق بي إليه، فانطلق به وأدخله عليه، فقال: بأبي أنت وأمي لم أعلم أنك محتاج إلى هذا الدهن ولست آخذا له ثمنا، إنما أنا مولاك، ولكن ادع الله تعالى أن يرزقني ولدا ذكرا يحبكم أهل البيت، فإني خلفت أهلي تمخض:
فقال (ع): انطلق إلى منزلك فقد وهب الله لك ذكرا سويا وهو من شيعتنا، ثم سار (ع) من ذلك المنزل، وكان معه رجل من ولد الزبير يتوالاه ويقر بإمامته، فنزلوا منزلا تحت نخل يابس، ففرش للحسن تحت نخلة والزبيري تحت نخلة أخرى، فقال الزبيري: لو كان في هذه النخلة رطب لأكلنا منه، فقال الحسن: وإنك لتشتهي الرطب؟ فقال الزبيري: نعم، فرفع يده إلى السماء ودعى الله سبحانه وتعالى بكلام لم أفهمه، فاخضرت النخلة وصارت إلى حالها وحملت رطبا، فقال الجمال الذي اكتروا منه: سحر والله، فقال الحسن: يا ويلك ليس هذا سحر، ولكنها دعوة ابن بنت نبي مستجابة، فصعدوا وصرموا ما كان في النخلة وكفاهم وساروا إلى مكة ودخلوها، وكان معاوية قد أمر على الحاج تلك السنة عمرو بن العاص، فلقي عمرو بن العاص الحسن في الطواف، فقال له عمرو: يا حسن زعمت أن الدين لا يقوم إلا بك وبأبيك، فقد رأيت [كيف] أقامه معاوية، فجعله راسيا بعد ميله، وبينا بعد خفائه،
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»
الفهرست