وفيات الأئمة - من علماء البحرين والقطيف - الصفحة ١١٠
قال: ثم أتى الحسن ودخل بيته ودخل معه المسيب بن نجبة وعبيدة بن عمر الكندي، فقال المسيب بن نجبة للحسن: ما ينقضي عجبي منك، بايعت معاوية ومعك أربعون ألفا، ولم تأخذ لنفسك وثيقة وعهدا، أعطاك أمرا فيما بينك وبينه. ثم قال: ما سمعت أما والله ما أراد بها غيرك، فقال الحسن: فما ترى؟ قال: أن ترجع لما كنت عليه، فقد نقض ما كان بينك وبينه، ثم قال: يا مسيب لو أردت بما فعلت الدنيا لم يكن معاوية بأصبر على اللقاء، ولا أثبت عند الحرب مني، ولكن أردت إصلاحكم وكف بعضكم عن بعض فارضوا بقضاء الله وقدره حتى يستريح بر ويستراح من فاجر، ودخل عبيدة بن عمر الكندي على الحسن، وكان قد ضرب على وجهه ضربة وهو مع قيس بن سعد، فقال له الحسن: ماذا أرى بوجهك؟ فقال: أصبت مع قيس بن سعد بن عبادة، فالتفت حجر بن عدي رضي الله عنه إلى الحسن وقال:
لوددت أنك مت قبل هذا ولم يكن ما كان، إنا رجعنا راغمين بما كرهنا، ورجعوا مسرورين بما أحبوا، فتغير وجه الحسن (ع) وغمز الحسين (ع) حجرا فسكت حجر. فقال الحسن: يا حجر ليس كل الناس تحب ما تحب، ولا رأيهم رأيك، ولا فعلت ما فعلت إلا اتقاء عليك، والله كل يوم هو في شأن، يا حجر إن رسول الله (ص) رفع له ملك بني أمية، فنظر إليهم يعلون منبره واحدا بعد واحد، فشق عليه ذلك، فأنزل الله في ذلك قرآنا، قال:
(وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن) (1).
وسمعت أبي علي بن أبي طالب يقول: سيلي أمر هذه الأمة رجل واسع البلعوم كبير البطن، فسألته من هو؟ فقال: معاوية، وقال: إن القرآن نطق بملك بني أمية ومدتهم قال الله تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر) (2) * (هامش ص 110) (1) سورة الإسراء، الآية: 60.
(2) سورة القدر، الآية: 3. *
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست